من تحت الطاولة..
المراسل الأمني لقناة إسرائيل «12» نيرد فوري كشف عن إتصالات غير مباشرة (سرية) ما بين إدارة بايدن ومسؤولين إيرانيين بشأن ترتيبات العودة إلى الإتفاق النووي،وأنه جرى إعلام حكومة نتنياهو بالأمر، مما حدا بها إلى إرسال رئيس الموساد يوسي كوهين إلى واشنطن للقاء فريق الرئيس المنتخب ومحاولة عرقلة ذلك، ومن تحت الطاولة يجري التفاهم دون أي دور للعرب به.
نتنياهو وفق قناة «12» يرغب بتشكيل طاقم برئاسة السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر مكون من مجلس الأمن القومي، وزارة الخارجية، الموساد، الطاقة، وزارة الأمن، والهدف يتمثل في محاولة إقناع إدارة بايدن بعدم العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران، خاصة أن الوسيط الذي رتب الإتفاق النووي السابق ذاته الوسيط اليوم،وان ذلك سيؤدي إلى سباق تسلح نووي بين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ومن تحت الطاولة إسرائيل حاضرة والعرب غائبون.
إسرائيل تستشعر خطر سياسات إدارة بايدن عليها ليس في الملف النووي الإيراني وحده، بل وفي رغبتها بفتح قنصلية لها في القدس الشرقية ،وبما يعني أنها تعترف بها ضمن مناطق السلطة الفلسطينية،كما أنها ستعيد فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإعادة إحياء عملية السلام، ونقض مقولة أن الصهاينة يحكمون امريكا، وقادة امريكا يعلمون ذلك، ولا يجرأون على تحدي مصالحها، أو حتى تجاوز دورها السياسي.
إسرائيل افاقت على صدمة خسارة حليفها الأقوى دونالد ترمب الإنتخابات، وتحاول أن تتكيّف من إدارة بايدن الجديدة، التي تقدم مصالح امريكا على كل شيء،فقد خسرت مشروع خطة الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة (صفقة القرن) ،وسوف تجد نفسها أمام ضغوط هائلة في ملفات الاستيطان والجدار والعودة إلى المفاوضات، وحتى ضمها للجولان السوري واعتراف الرئيس ترمب لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به الإعتراف، فهناك قرارات دولية ملزمة لإسرائيل بأن تطبقها لإحلال السلام مع جيرانها العرب.
إيران اليوم في حالة استنفار أمني، وتجري مناورات بالذخيرة الحية، فقد وصلت صواريخها مسافة (1800كم) ،وأكدت قدرتها على تدمير حاملات الطائرات، وأنها مستعدة للمواجهة في آخر أيام الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، وهذا يحشر إسرائيل في زاوية يصعب تجاوزها، فهي غير قادرة على مواجهة إيران عسكريا، وحليفتها واشنطن تتحسب لمواجهة مدمرة تجر العالم لحرب عالمية يصعب التكهن بالنتائج.
إسرائيل دخلت ضمن عمليات المنطقة الوسطى للاسطول الأمريكي وهذا ليس جديدا، ولا يقدم لها الحماية التي تريدها، فهي تؤمن بالتفوق الأمني وترغب بالعربدة على الإقليم، وإبعاد طهران وانقرة عن مناطق ترى هيمنتها متحققة فيها، وما تتلمسه من إدارة بايدن أنها سوف تخسر كل شيء حققته فترة رئاسة ترمب، والسنوات الأربع القادمة ستكون مراوحة ومماطلة ومشاغبة وتعطيل لكل أهداف واشنطن في استقرار المنطقة والعالم.
من تحت الطاولة سوف تنجز طهران وواشنطن اتفاقا نوويا وربما ابعد من ذلك، وفي ملفات إقليمية،وهذا ما تخشاه وتتحسب لعواقبه إسرائيل ، كما أن تركيا ذاهبة لانتزاع مناطق نفوذها وهيمنتها وتحقيق مصالحها بالقوة، ووحدهم العرب تائهون بين هذه القوى الإقليمية، ولا يملكون أي شيء سوى إنتظار اقدارهم.
الدستور