يِرحم ما فقدتِّ
صدقت اغنية هاني شاكر «معقول نتقابل تاني». وجاءت «ياسمينة» من استراليا لتذكرني بحب مضى عليه عشرون عاما وظننت ان حبيبتي قد ذهبت مع الريح وانصهرت مع براكين الغربة.
كانت معجبة بالكنغر ذلك الحيوان الأليف المستسلم الحنون الذي يخبئ ابنه في تجويف صدره كما لو كان يريد ابقاءه جنينا في بطنه. وقد استجاب الله لدعائها ويسر لها زوجا يعمل في استراليا بلد الكنغر الذي احبته.
جاءت «ياسمينة» واتصلت بي وكانت مفاجأة لا اقول سارة بل مدهشة فلم اتخيل القدر يجمعني بها ثانية. حتى انني لم افكر يوما بالاتصال بها او حتى السؤال عنها من خلال احدى صديقاتها.
قالت «ياسمينة» انها «مشتاءة» لي وتريد ان «تئضي» اجازة معي بحيث نطوف بالأماكن التي كانت تشهد ذكرياتنا قبل عشرين عاما.
ياااااااه.
اكيد حلم . أنا مش مصدق. واخذت اتخيل ملامحها بعد ان كبرت واصبحت اما وربما جدة. استرجعت شريط ايامي معها حين التقيتها في احدى الندوات الثقافية. كنا غريبين عن العاصمة عمان. كانت تحب الياسمين واذكر انها كانت ترتدي فستانا ابيض واثناء مشوارنا في «الشميساني» صادفنا شجرة ياسمين فجمعت بين يدي كومة ياسمين ونثرتها على شعرها. يومها ضحكت مثل الاطفال وامسكت بيدي واخذنا نركض في مساء عمّاني.
والله زمان يا حب..
التقينا وصرنا نطوف بسيارتي ونتوقف عند الاماكن التي شهدت قصة حبنا.
قلت لها: هنا كانت شجرة ياسمين.. وبعدين قلعوها وبنوا محلها «مول». وهنا كانت الساحة التي كنا نركض فيها كل مساء. قالت: وين راحت؟ قلت: يرحم ما فقدتً بنوا محلها «فندق».
وهون كانت المدرسة اللي درست فيها ، وشالوها وبنوا محلها»كوفي شوب».
وهون كان اول مكان التقينا فيه . قالت : وين راح؟. قلت : يرحم ما فقدتً. عملوا مكانه»محل شاورما».
سرنا .. قالت : مش هون كنا نقضي ساعات المساء وكانت الارض فاضية تماما. قلت : يرحم ما فقدتً. صار محله»شارع الاردن».
تنهدت»ياسمينة» وقالت : الدنيا كلها تغيرت. وسألت : ابو الطل ، لسه بتحبني؟ قلت : يرحم ما فقدتً. وسرنا نجمع ما تبقى من ذكرياتنا،.
الدستور