في اليوم العالمي للتعليم.. الجائحة حفّزت الاستجابة والابتكار في النظام التعليمي
المدينة نيوز :- أتاح التحدي الذي فرضته جائحة كورونا، فرصة للنظام التعليمي المدرسي لإدخال مضامين عميقة في التعليم، والتمرّس في الإستجابة السريعة والتأقلم مع أية حالات استثنائية لاحقة.
وفيما يؤكد خبراء، أن بوسع النظام التعليمي إدخال أشكال تعليمية جديدة تسرّع وتيرة وصول الطلبة للمعلومة واستيعابها، ما أمكن، لم تغفل منظمة الامم المتحدة أمر الجائحة التي تلقي بظلالها الثقيلة على النظم التعليمية في العالم، فبادرت إلى اعتماد شعار "استعادة وتنشيط التعليم لجيل كوفيد 19" بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، الذي يصادف اليوم الأحد. الأمين العام الأمين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن التعليم عن بعد يواجه تحديات كبيرة في الأردن على غرار دول العالم، مشيرا الى دور الوزارة في إيجاد حلول لقطاع التعليم أثناء الجائحة، كإطلاق منصة "درسك" التي تحتوي على عدد من الفيديوهات التعليمية، يتم عرضها في أكثر من قناة تلفزيونية.
وأضاف، نسعى إلى تمكين تجربة التعلم عن بعد حتى بعد زوال الجائحة، إذ سيتم الاعتماد على التعليم الالكتروني كرديف للتعليم الوجاهي.
وأشار إلى دور الوزارة في إعداد منصة لتدريب المعلمين وتمكينهم من الأدوات التكنولوجية اللازمة لمواكبة هذا النوع من التعليم، حيث تم عقد العديد من الدورات التدريبية، فيما سيتم عقد دورات لاحقة ضمن برنامج معد من إدارة التدريب والإشراف التربوي، مؤكدا سعي الوزارة لمواكبة التطورات والمستجدات بشكل شمولي، وتمكين الابتكارات للارتقاء بالعملية التعليمية.
وبين العجارمة أن هناك عرضا للمفاهيم الأساسية لتعويض الطالب عن الفاقد التعليمي إذا حدث خلال التعليم عن بعد، إذ سيجري تعويضه في بداية الفصل الدراسي المقبل خصوصا في المباحث الرئيسة لكل من العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية.
من جهته، بين أستاذ علم النفس التربوي في جامعه البلقاء التطبيقية الدكتور حابس العواملة، أن المجتمع الاردني استطاع مواكبة التحديات والمستجدات التي طرأت على عملية التعليم الالكتروني، مؤكدا أهميه تطوير التجربة وإدماجها ضمن التعليم الوجاهي في المنظومة التعليمية.
وأكد أن الأزمات والصراعات وسرعة انتشار الأوبئة فرضت على المنظومة التعليمية تحديا معرفيأ وسلوكيا وأثرت على التجربة التعليمية، ودفعت المجتمع لزيادة الإنتاج المعرفي المعتمد على البرمجيات في إيصال المعلومة والمعرفة النوعية للطلبة.
وبين العواملة أن للتعليم عن بعد ايجابيات متعددة منها توفير الوقت والجهد والمال، والذي كان يهدر ويُنفق للوصول إلى القاعة الصفية ليستمع الطالب إلى درس نظري ومعلومات قد يصل إليها من خلال الوسائط الالكترونية، وهذا يتماشى مع مفهوم الاقتصاد المعرفي الذي القائم على تسهيل الوصول إلى المعلومة وتوفيرها وتقديمها للطلبة بأقصر الطرق وبأقل التكاليف، كما أن للتعليم الالكتروني آثارا ايجابية في تخفيف التوتر والقلق والخوف والرهاب المدرسي لدى بعض الطلبة مقارنة مع التعليم الوجاهي، داعيا إلى العودة لمسار تكنولوجيا المعلومات، لما له من أهمية في التغلب على التحديات والمستجدات الرقمية.
واعتبر أن أي منهاج تربوي في العالم لا بد أن يتكيف مع شروط الواقع المستجد ومتطلبات الطلبة وآفاق مستقبلهم، مشيرا الى أن ظهور التعليم السيبراني والافتراضي والذكاء الاصطناعي، ما هو إلا دليل على المستجدات التي طرأت وفقا لحاجات المجتمع الى تلك التخصصات وأثرها الهام على مستقبل الطلبة.
منظمة الأمم المتحدة اعتبرت في بيان أن "صدمة أزمة كورونا على التعليم غير مسبوقة"، ودعت إلى استغلال ما يمكن من الموارد والاعتماد من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، ليس في خدمات التعليم الأساسية فقط، بل وعلى صعيد التطلعات الأساسية المرتبطة بالتعليم.
وتضمن تقرير عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) العام الماضي أن "جائحة كورونا أحدثت تحولات في أنماط التعلم وحفّزت الابتكار في القطاع التعليمي، فيما جرى العمل على تنفيذ الحلول القائمة على التعلم عن بعد، بفضل الاستجابات السريعة من قبل الحكومات والشركاء في جميع أنحاء العالم دعما لاستمرارية التعليم".
أستاذ الإدارة التربوية في جامعة مؤتة الدكتور نايل الرشايدة أوصى بتعزيز استخدام التكنولوجيا وتقنيات التواصل الاجتماعي في التعليم، والعمل على مراعاة التحولات والتغيرات في دور المعلم والمتعلم، وسد الفجوة الرقمية في المجال التعليمي، وإنتاج مواد تعليمية تراعي الاتجاهات والمقاربات التعليمية الجديدة بعد جائحة كورونا، في كل من نظامي التعليم عن بعد والوجاهي.
وشدد الرشايدة على أهمية معالجة إشكاليات عرض المحتوى التعليمي (المنهاج)، إذ لا يزال بعض المعلمين يستخدمون النهج التلقيني في التعليم عن بعد، في حين يختلف الطلبة في أنماط تعلّمهم، فمنهم السمعي والبصري والبعض الآخر حركي، فإذا أراد المعلم إيصال معلومة وفقا للنمط السمعي، فسيعاني الطلبة من ذوي أنماط تعلّمية أخرى من صعوبة استيعاب المادة التعليمية.
ودعا الرشايدة إلى إيجاد مناهج مبنية على أساليب الاستقصاء والتفكير الناقد، والذي يترك للطالب حرية صناعة الحكم أو القرار، على أن يتواءم ذلك مع دور المعلم في تمكين الطالب، باعتباره الموجه والميسّر والمرشد، الذي يرشد الطالب إلى مصادر المعرفة، تحقيقا للتعلم الذاتي، مشيرا إلى أن هذا كله مشروط بتوفر البنية التقنية والتأهيل المناسب.