علاج محتمل لمرض النوم
المدينة نيوز :- داء المثقبيات الأفريقي، المعروف باسم "مرض النوم"، ينتقل عن طريق ذباب "تسي تسي"، وهو قاتل للإنسان والحيوانات الأخرى.
ومع ذلك، لا يوجد لقاح حاليًا، ويتم التحكم في هذا المرض بشكل أساسي عن طريق تقليل أعداد الحشرات وعلاج المرضى.
وتشير دراسة لباحثين من كلية ليفربول للطب المداري، نشرت في مجلة "بلوس بيولوجي" قبل أيام من اليوم العالمي للأمراض المدارية (30 يناير/ كانون الثاني من كل عام)، إلى أنه يمكن إعادة استخدام عقار "النيتيسينون" المعتمد لقتل ذباب "تسي تسي" دون الإضرار بحشرات الملقحات المهمة.
وفي الوقت الحالي، تتمثل الطريقة الأكثر فعالية للسيطرة على انتقال داء المثقبيات الأفريقي في استخدام حملات مكافحة النواقل القائمة على المبيدات الحشرية، حيث يتم توجيه جميع طرق مكافحة ذبابة "التسي تسي" ضد الذبابة البالغة.
ومع ذلك، بالإضافة إلى قتل ذباب "التسي تسي"، يمكن للمبيدات الحشرية السامة للأعصاب أن تلحق الضرر بالبيئة عن طريق تلويث مصادر المياه وتقليل أعداد الأنواع الرئيسية من الملقحات.
وعقار النيتيسينون، الذي أشارت إليه الدراسة هو دواء معتمد للعلاج الآمن لاثنين من الأمراض الوراثية البشرية النادرة، وهما "فرط تيروزين الدم I" و"البيلة الكابتونية"، وهوَ مَرض وراثي خَلقي سببه نَقص الإنزيم الضروري لِتحليل الحمضين الإمينيين تيروسين "Tyrosine" وفينيل ألانين "Phenylalanine" مما يؤدي إلى تراكُم حمض أكسيداز هوموجنتيزات "Homogentisate Oxidase" في الدَم والبول.
ولم يتم استخدام النيتيسينون من قبل للسيطرة على تعداد الحشرات، ولتقييم فعاليته في قتل ذباب تسي تسي، سمح الباحثون للذباب بالتغذي على الفئران التي عولجت عن طريق الفم بعقار "النيتيسينون"، وبعد إطعام الفئران المعالجة بالنيتيسينون، مات 90٪ من ذباب تسي تسي في غضون 26 ساعة.
ثم قام الباحثون بالتحقيق في تأثير الدواء على النحل الأسير باستخدام ماء السكر المعالج بالنيتيسينون كمصدر ترطيب، ولم يكن "النيتيسينون" سامًا للنحل الطنان، حيث كان معدل الوفيات لدى النحل الذي تناول الدواء مشابهًا للمجموعة الضابطة التي لم تحصل إلا على مصدر سكر.
وفقًا للمؤلفين، "تقدم نتائج الدراسة دليلًا على أنه يمكن استخدام "النيتيسينون"، كاستراتيجية تآزرية صديقة للبيئة جنبًا إلى جنب مع ممارسات مكافحة ذبابة التسي تسي الحالية للسيطرة على داء المثقبيات".
ويقول أكوستا سيرانو الباحث المشارك بالدراسة إن "هذا الدواء صديق للبيئة لأنه يؤثر فقط على الحشرات التي تتغذى بالدم وليس على مغذيات السكر مثل الملقحات، والتي تختلف عن المبيدات الحشرية الأخرى التي يمكن أن تقتل أي حشرة".