التعليم .. كأولوية على الأجندة الملكية
يمثل التعليم العنوان الابرز في مسيرة البناء الاردنية، حيث جسد الاهتمام الملكي بتنمية الموارد البشرية حالة تعويضية عن محدودية الموارد الطبيعية التي تعاني منها الدولة منذ تأسيسها، مما جعل من الاردن نموذجا تعليميا يحتذى في المنطقة والعالم من خلال تأسيسه لالاف المدارس وعشرات الجامعات الرسمية والخاصة والمعاهد والكليات الجامعية، اضافة الى مساهمته في تطوير التعليم في العديد من دول المنطقة. وهو ما يعكس حرص القيادة الهاشمية على الاستثمار في الانسان الاردني تعليميا، كوسيلة نهضوية وتنموية امكن معها تحقيق المنجزات والنجاحات التي سطرت فصول قصة النجاح الاردنية، التي جعلت بلدنا محط اعجاب المجتمع الدولي وتقديره واحترامه، وهو يحقق مراتب متقدمة على السلم التعليمي والتنموي، بطريقة جعلت من التعليم هوية اردنية بامتياز، فتحت امام المواطن الاردني افاق المستقبل الواعد، ومكنته من تجاوز العديد من التحديات والظروف في ظل امتلاكه وتسلحه بادوات العصر، التي استطاع من خلالها ان يثبت حضوره كانسان متعلم ومثقف ومنفتح على كافة الحضارات والثقافات من موقع المؤثر والمتأثر بها، كدليل على تفاعله الايجابي معها بما عاد بالنفع والفائدة على بلدنا. ودائما ما ترافق سيرة المواطن الاردني الذاتية الحافلة بالمهارات والمؤهلات والقدرات التعليمية والعلمية والعملية جلالة الملك في جولاته وزياراته الخارجية، مستشهدا بها خلال ترويجه للاردن استثماريا واقتصاديا وتنمويا وتقنيا ووظيفيا، بوصفها من اهم الادوات والموارد التي يمتاز بها الاردن.
من هنا يمكننا ان نقرأ الاولوية التي يحظى بها التعليم على الاجندة الملكية ودوره في تعزيز المسيرة الاردنية كاداة عصرية يمكن من خلالها شق الطريق الى المستقبل، وتأكيد الحضور الاردني على خارطة الانجازات والمكتسبات العظيمة، كما ترويها الصروح العلمية والتعليمية والثقافية والحضارية والطبية والتقنية الوطنية التي تم تشيدها في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي اولى قطاع التعليم الرعاية والعناية والاهتمام، لمواكبة تطورات العصر ومستجداته ، ليضع الاردن في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة وسط اجواء من الانبهار والاعجاب بهذا المنجز الاردني الذي وصل حد المعجزة. اضافة الى المبادرات الملكية التعليمية التي عكست رؤى جلالة الملك وتوجيهاته السامية في المضي قدما نحو تحقيق المزيد من الانجازات الوطنية على قاعدة تعليمية صلبة، مثلت خارطة طريق نحو الغد المشرق بكل ثقة وارادة وعزيمة. كمبادرة التعليم الاردنية 2003، واللجنة الملكية الاستشارية للتعليم العام 2007، والاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2017 وغيرها من اجل اصلاح التعليم وتطويره من خلال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الالكترونية والمعرفة الرقمية وعلم الحاسوب في الغرف الصفية والمختبرات المدرسية والمناهج بهدف تحسين الوسائل التدريسية وطرقها، وتأطير عمل القطاعات المعنية بالتعليم، لتحقيق تنمية بشرية وبناء قدرات الشباب الاردني، وتسليحه بأفضل أدوات العلم والمعرفة، ليكون مؤهلا وقادرا على المنافسة بكفاءة عالية محليا واقليميا ودوليا، وفتح آفاق الفرص أمامه. وهي المبادرات التي لو امكن تطبيقها لما واجهنا الاشكاليات والصعوبات التي تعاني منها العملية التعليمية في هذه الايام، بسبب جائحة كورونا التي جعلتنا نلجأ للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد. الامر الذي يجعلنا نشير الى ضرورة الولوج الى المئوية الثانية من بوابة التعليم ومن خلال ترجمة الرؤى والتوجيهات والمبادرات الملكية التعليمية الى خطط وسياسات واجراءات على ارض الواقع من اجل البناء على المنجز الاردني وتعظيمه.
ومما يعكس اهتمام جلالة الملك بالتعليم ودعمه تخصيصه احدى الاوراق النقاشية للتعليم، الذي اعتبره من أغلى الثروات التي يمتلكها الأردن والقادرة على احداث التغيير المنشود مؤكدا على ضرورة الاستثمار به، وان على المؤسسات التعليمية اكتشاف الطاقات والقدرات والمواهب البشرية الاردنية الهائلة، وتنميتها وصقلها وتحفيزها باحدث الأساليب التعليمية باعتبارها بوابة الاردن نحو المستقبل. وخلال مشاركة جلالة الملك في اجتماع اجندة دافوس، الذي عقده المنتدى الاقتصادي العالمي الخميس الماضي، تحت شعار (عام مفصلي لاعادة بناء الثقة)، اكد جلالته على اهمية التعليم وردم الهوة الرقمية كأولوية عالمية عند اعداد القوى العاملة لوظائف المستقبل.
الدستور