من قتل لقمان سليم ؟
يعجب المراقب من أن تقول الضحية ، اي ضحية ، بأن قاتلها هو فلان ، فتذهب العيون باتجاهات أخرى .
هو تماما ما حصل مع الكاتب والناشط والناشر اللبناني الشيعي البارز لقمان سليم الذي اغتيل الخميس في لبنان خلال طريق عودته من الجنوب الى العاصمة ، حيث تم اختطافه والتنحي به إلى شارع جانبي ومن ثم قتله بست رصاصات في الرأس والظهر ، ليعثر عليه لاحقا مضرجا بدمه .
وإذا كان اغتيال لقمان سليم يذكر باغتيالات سبقته في لبنان الجريح ، فإن قاتليهم بالتأكيد هم من الطيف السياسي الآخر الذي تقف ايران وحزب الله على رأسه وبلا جدال وفق ما قالت شقيقة الضحية دون أن تسميهم لأسباب معروفة ، ودون ان تتطرق لبيان الحزب المقتضب الذي حاول فيه ابعاد التهمة عن نفسه كما يقول خصومه .
المخزي في عملية الاغتيال أن انصار حزب الله يشيعون عبر وسائل اعلامهم وغيرها بأن اسرائيل ربما تكون ضالعة في العملية لاحراج الحزب ، وهذه كان بالامكان تصديقها لو أن لقمان سليم " الميت " أفضل لاسرائيل من لقمان سليم " الحي " إذا اخذنا في الاعتبار أن الضحية كان في آخر أيامه منشغلا في اثبات عمليات تبييض أموال لحزب الله ، ناهيك عن انه كان يشرح مواقف الحزب سياسيا وأمنيا ويفضح كل ألاعيبه على الساحة اللبنانية والدولية ، بالاضافة الى أن هذا الرجل الصلب العنيد وقف كالجبل أمام تهديدات الحزب بعد أن وضعوا امام بيته مسدسا كاتما للصوت ناهيك عن أنه تلقى وعبر عام مضى تهديدات بالتصفية الجسدية ، وشهد باب منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية تجمعا للعشرات من انصار الحزب في رسائل لم تردع الضحية ، ورأيناه في تسجيل على اليوتيوب يطلب توجيه الاتهام الى الحزب في حال حصل له اي مكروه .
لن تصمد أمام كل المعطيات محاولات الحزب نفي التهمة عن نفسه إذا استذكرنا كيف أن أمينه العام نصر الله وعبر سنوات ظل ينافح عن براءة حزبه من دم الحريري إلى أن أدانت المحكمة الدولية - رسميا - قائدا كبيرا في الحزب وجرمته بقتله ، اي أن كل أكاذيب حزب الله وبياناته وتصريحاته ولقاءات قادته ذهبت مع الريح وتم تثبيت أن مقتل الحريري كان على يد قائد كبير من حزب الله .
الذي يعرف لقمان سليم ومعارضته الشرسة للحزب ولايران ولهيمنة السلاح على الدولة اللبنانية يعرف كم كان هذا الرجل بطلا ووطنيا ورجلا شجاعا محاربا بالقلم والراي والفيلم والمعرض والترجمة أمام كواتم الصوت وحبال الاختطاف وهراوات التعذيب ، إذ تقول تقارير الأمن بأنه تعرض للاستجواب قبل ان يتم قتله .
الذي قتل جبران تويني وسمير قصير ورفيق الحريري هو نفسه الذي قتل لقمان سليم .. والحبل على الجرار !.
جى بي سي نيوز