أمريكا الجديدة.. هي هي لم تتغير!!
يحلو للبعض أن يتحدث عن أمريكا جديدة في عهد بادين تَخْلف أمريكا ترامب الأهوج، لكن معظم التقارير تجمع على أن الأصح هو أن أمريكا عادت لقواعدها بعد أربع سنوات من الفوضى والدبلوماسية الفجة.
بالفعل فأمريكا بالنسبة لنا عادت كما هي، ومشكلتنا معها لم تتغير، وتصريحات رؤوس إدارة بايدن تؤكد ذلك.
عادت أمريكا إلى ازدواجية المعايير لكن بلغة دبلوماسية، والكيل بمكيالين لكن بلغة ناعمة، وإلى الحب العاقل للكيان الصهيوني بدل الحب المجنون الذي أبداه ترامب.
واشنطن تثبت يومًا بعد يوم بعد 20 كانون الثاني الماضي أنها تمعن في الاستخفاف بالشعوب العربية وقضيتها المركزية قضية فلسطين، وإذا ما أضفنا إلى ذلك غزل واشنطن وطهران، فإنها أمريكا بايدن ستتسلم كأس الاستخفاف بالشعوب العربية على كافة الأصعدة.
انتقدت واشنطن قرار محكمة الجنائية الدولية الأخير الذي أقر صلاحية المحكمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وكأنها تعتبر المواطنين الفلسطينيين نوعًا من "الحيوانات" الذين لا تنطبق عليهم القوانين الإنسانية!!
عذر واشنطن أن هكذا قرارات قد تجعل الجانب الصهيوني يتعنت في مفاوضات التسوية، لكنه عذر أقبح من ذنب! خصوصًا أن هذا العذر لا يقدم إلا حين تكون القرارات لصالح الفلسطينيين، أما الخطوات الأحادية التي يقوم بها الاحتلال ليل نهار، فأُذُن من طين وأذن من عجين! بل الأدهى أن ذات الذريعة تتخذها واشنطن حين تستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين المستوطنات!!
أول من أمس قدم وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن وصلة "ردح" ضد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي انسحب منه ترامب، وقال إن هذا المجلس معيب، ويركز اهتمامه على "إسرائيل"!! ولذلك فإن أمريكا الجديدة!! ستعود بقوة لهذا المجلس لتعمل على تصحيح الأمور!! وأن لا يزعج ذلك المجلس "إسرائيل".
السبيل