الموازنة والمعضلات المزمنة
ينبري النواب هذه الأيام لمناقشة قانون الموازنة العامة لعام 2021 بعد مرور 45 يوما على دخول العام الجديد.
لا شيء جديدا أو مثيرا في موازنة عام 2021، فالمعضلات هي هي، حتى باتت من الأمراض المزمنة التي لا علاج لها.
عجز الموازنة والمديونية ومشكلتا الفقر والبطالة؛ هذه هي المعضلات المزمنة، وهذه هي الملفات التي لم تجد الدولة لها علاجا حتى الآن، وهذه هي الملفات التي ظل النواب يطرقون عليها طيلة الدورات السابقة، ولكن النتيجة كانت تفاقم تلك المعضلات، حيث لم نستطع حتى الآن تجميدها على الأقل.
عجز الموازنة في تزايد، والمديونية في تصاعد، ونسبة البطالة والفقر في ارتفاع.
عجز الموازنة يفوق الـ 2 مليار دينار بعد المنح، والمديونية تزيد على 33 مليار دينار، وهي مرشحة للارتفاع هذا العام، ونسبة البطالة زادت على 24 في المائة في عام 2020 وهي مرشحة للارتفاع كذلك، أما نسبة الفقر التي تخفيها الحكومة في أدراجها فيكفي أن نقرأ في تقرير حديث للبنك الدولي أن حوالي 1.5 مليون فقير جديد في الأردن سينزلقون إلى ما دون خط الفقر الدولي.
هذه الرباعية المرعبة سيجتهد النواب أن يتحدثوا عن حلول لها في خطاباتهم، لكن وسائل الإعلام ستظل تنظر إلى تلك الخطابات على أنها خطابات شعبوية موجهة للقواعد الانتخابية.
من الظلم أن تسود تلك النظرة، فهناك نواب يقدمون خطابات رفيعة المستوى تقدم بعض الحلول أو تؤشر على الأخطار، لكن الحكومة متأثرة جدا بانطباع وأحكام وسائل الإعلام على خطابات النواب، ولسان حالها يقول "انتو شو بعرفكم"!!
السبيل