حالة صعبة
لا ادري ان كنت الوحيد الذي يتعرض لحالة «انهيار تام» بسبب اندماجه وتأثره باحداث الروايات التي يقرأها ، أم أن هناك مثلي كثيرون أو قليلون يندمجون مع ابطال الروايات لدرجة التماهي والتماثل معهم.
كل مرة اقرأ رواية اجد نفسي بطل الرواية واحيانا ابكي وكأن الاحداث تدور من حولي. وهذا الوضع ليس جديدا عليّ والا لأخذت»حبتين بندول» وانتهينا. بل من زمان ، ومنذ الطفولة وايام التفتح على الثقافة والاصابة ب» فيروس» المطالعة. فمازلت اذكر كيف تأثرت بأحداث رواية احسان عبد القدوس «في بيتنا رجل» التي قدمتها السينما بنفس العنوان وجسد البطولة الفنان عمر الشريف وصاحبة اجمل عينين ـ في ذلك الوقت ـ ، الفنانة زبيدة ثروت. وتشاء الاقدار ان اطالعها في شهر «رمضان» وان تدور احداثها في الشهر الكريم. اذكر كنت ابكي واشد اللحاف على جسدي وانا اتابع المتاعب التي تعرض لها البطل وهو مطارد.
ولعل اكثر الروايات التي حولتني الى كائن»حسيس» رواية تولستوي»أنّا كارنينا» التي تموت بطلتها تحت عجلات القطار.
وفي مرحلة لاحقة تأثرت باحداث رواية»زوربا» التي جسدها للسينما الفنان انتوني كوين وخرجت من صالة السينما وانا اريد تقليد البطل «الذي يعشق النساء ويعيش الحياة بالطول والعرض والارتفاع». وكان ذلك في المرحلة الثانوية. حيث لم اكن اعرف النساء بعد، باستثناء جارتنا»ام العبد».
ثم دخلت في مرحلة «ماركيز» واندمجتُ في احداث روايته «أجمل رجل غريق» وتمنيت ان اكون ذلك «الرجل الغريق».
لكن التأثر الاكبر حدث حين قرأت رواية الفرنسي هنري شارير «الفراشة» وعشت مع بطل الرواية الذي يتعرض للسجن والقهر ويهرب من سجنه عابرا المحيطات. ولا انسي بكائي وقهري واندماجي مع بطل رواية «شرق المتوسط» للكاتب عبد الرحمن منيف الرائعة ولعلها اهم اعماله من وجهة نظري. وغيرها وغيرها. الطريف ان اهلي كانوا يلاحظون علي»حالة غريبة «. فمرة اكون ابكي ومرة اضحك ومرة انط من تحت اللحاف وتارة اهرب منهم لاتوحد مع الشخصيات.
نصحني أحد الأصدقاء بمراجعة طبيب نفسي..
كنتُ افكّر بما سيقول :
العلاج بالتوقف عن القراءة.
معقول .. انا « فأر « كتب..
قلت لكم ان»حالتي صعبة»، ،
حالة تعبانة يا ليلى
مين ليلى ؟
الدستور