معركة مأرب .. اليمن وتواطؤ بايدن
تشتد معارك مأرب ويقع الاعلام العربي في شرك التضليل والاستغباء حينما يعتبر بأن المعركة تدور بين التحالف والحكومة الشرعية من جهة وبين الحوثيين من جهة اخرى .
ماكينة الاعلام الحوثي التي تدار بأيد ايرانية ما انفكت تركز وبكل تقرير أو صورة أو فيديو على أن الحرب في اليمن تدور بين الحوثيين وبين السعودية والتحالف ، وهو هدف ايراني خبيث خدعت به اغلب وسائل الاعلام ، حتى تلك التي تعادي نفوذ الملالي .
بالضغط المتواصل على السعودية يتضح التواطؤ الغربي ، والأمريكي ، خصوصا في عهد بايدن ، وكان أوله شطب الحوثي من قائمة الأرهاب مع حظر الاسلحة عن السعودية وأثارة قضايا حقوق الانسان وغيرها ، وفي دليل صارخ جديد رأينا ردة الفعل الأمريكية على قصف القاعدة الامريكية في اربيل ، حيث جاء الرد رمزيا وليس ذا جدوى من خلال قصف مواقع لحزب الله العراقي في البوكمال بسوريا على الحدود ، والمضحك في الأمر أن بايدن تشاور قبل الضربة مع كل حلفائه بمن فيهم حكومة بغداد ، وهنا تكمن المهزلة التي تعني بأن علم الحكومة العراقية بالضربة يعني بالضرورة علم الايرانيين بها ومن ثم الميليشيات ، ومن أجل ذلك فقد تم اخلاء المواقع المستهدفة من المقاتلين واقتصر الأمر على قصف 3 شاحنات ، وهي ضربة استعراضية وضعيفة ورد باهت على قصف قاعدة امريكية في عاصمة اقليم يعج بالامريكيين والاجانب ، ومكمن المهزلة هنا هو أن الرد لم يشمل ايران التي هي الفاعل الحقيقي للقصف ، ناهيك عن أنه جاء بعد عشرة ايام ، ومرة أخرى ، نرى الاعلام يمجد هذه الضربة وكأن بايدن اسد انطلق من إساره .
قلنا بأن الغرب والامريكان بإدارة الديمقراطيين متواطئون مع الايرانيين في زواج متعة غير معلن وإن بدت شواهده جازمة بلا جدال ، والذي يتابع وزير خارجية أمريكا الجديد فإنه سيصدم كيف أن هذه الوزارة وهذا الوزير ليس لهما حديث إلا : أن على الرياض وقف الحرب في اليمن ، وهو ما يعني بالضرورة تسليم الجمل بما حمل لايران وصعاليكها فينبري الاعلام المنافق والمتآمر في تمجيد هذه المطالب بدعوى الحرص على حياة المدنيين .
ما من سبب يجعلنا نقتنع بأن العداء الامريكي الايراني ليس سوى عداء " نفوذ " على الحدود وليس على الوجود ، تماما كما هو العداء بين تل ابيب وطهران ، وقد آن الأوان أن ندرك بأن الحرب في اليمن ليست بين الحوثيين والسعودية ، أو الحوثيين والتحالف ، بل هي معركة بين الأمة بأسرها وبين ايران التي لا تشكل هي وجميع معتنقي مذهبها إلا أقل من 7 % من مجموع مليار ونصف المليار إنسان ، معركة تتجلى معالمها يوما إثر يوم في محاولات ايران السيطرة على المنطقة وإذلال شعوبها .
القصة لا تقتصر على ما يجري في مأرب التي يراد ابتلاعها وتشريد 3 ملايين من سكانها ،بل بتآمر الغرب الذي لا يخفي حرصه على ايران وبقاء نفوذها في المنطقة لأسباب لا يعقلها إلا قراء تاريخ اسماعيل الصفوي وريتشارد قلب الأسد.
جى بي سي نيوز