الجامعة الأردنية تنهض بفرع العقبة
كل طوبة تبنى في الاردن لها قيمة وثمن، فكيف إذ هي فرع للجامعة الأردنية في مدينة العقبة برؤية ملكية بدأت 2009، وهو الفرع الذي أظهرت مؤشرات الاداء له هذا العام، موازنة دون خسائر، واقترابه من نقطة التعادل بعد قبول 300 طالب للفصل الثاني، وحيث إن عدد طلاب الفرع وصل الآن 2500 طالب، وكان قبل عام ونيف نحو 1400، فها هو الفرع الذي ظلّ الكثيرون يتحدثون بأنه عبء وكارثة حلت بالجامعة الأم من ورائه، يشقّ طريقه نحو التقدم والازدهار، وللإنصاف بذل رئيس الفرع السابق د عامر السلمان (من 25/8/2018-12/9/2020) جهوداً كبيرة خلال مدّة رئاسته له. وكذلك الرئيس الجديد للفرع رياض مناصرة فجهوده مستمر في البناء والمراكمة على الانجاز الذي حققه السلمان.
وللتاريخ أيضاً، فإن رئيس الجامعة أ.د عبدالكريم القضاة، الذي عاصر ولادة الفرع أيام أ. د خاد الكركي، هو الوحيد من أخلاف الكركي ممن دافع عن مشروع سلفه، وجهد في دعم فرع العقبة ورآه فرصة للتقدم، ودافع عنه، وأمدّه بالمال، والدعم اللوجستي، ولم يتنكر له بل أكد على أنه ضرورة وطنية ومشروع مستقبلي، وفتحت فيه حديثاً كلية تمريض جديدة وقسم رياضيات، وحاليّاً سيولد فيه كلية للحقوق، وسياتي يوم يتمنى البعض الذهاب من الجامعة الأم للتدريس في الفرع الذي سيتقدم ويزدهر كثيراً.
ويجب أن يؤكد على أن القضاة، أوجد مناخاً من الثقة بالفرع، بالنسبة لأهل العقبة وخريجيه وطلابه، في حين كان رؤساء سابقون يتبرأون من الفرع كعبء، أو وصمة عار، بل إن البعض فكر ببيعه بقيمة 2 مليون، علما أن القيمة السوقية 60 مليونا هذا عدا عن القيمة المعنوية له، كل هذا في الوقت الذي كانت فيه آمال القطاع الخاص تتجه لفتح جامعات او كليات جامعية خاصة في العقبة.
لكن، لماذا حدث ذلك؛ لأن رئيس الجامعة د القضاة كان مسؤولاً وطنياً، مؤمنا بالفكرة، ولأن رئيس الفرع السلمان، ونائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير والشؤون المالية، اقام مقام المجاهد عن الفكرة والذائد عن حوضها، والمشككين في جداوها وفتح الاتصال مع المجتمع المحلي وجلب مشاريع الدعم الدولي، ومعنى هذا ان الفرع كان يحتاج لمن يؤمن به، ولا يراه مجرد منصب يكتب في السيرة الذاتية.
ليس هذا المقال مدحاً لاحد، بل إنها فرصة لقول كلمة حق ونظرة ايجابية لما يحدث، في فرع تبرأ منه الكثيرون، واشبعوه عيوباً، وتطوع د القضاة للرد عليهم بما يجب ويوجب، أمّا فرصة المعارضة لبعض القرارات والدفاع عن حقوق اعضاء هيئة التدريس والطلاب، فهو نهج لا نحيد عنه، خاصة إذا كان القصد احقاق العدالة وتجويد العملية التدريسية، وهذا امر لا يغضب رئيس الجامعة او يجب ان لا يتحسس منه.
في النهاية، شكراً لرئيس الجامعة الأردنية الدكتور القضاه، أنه ذاد عن حمى فرع العقبة، فحصّنه وابقاه وفتح له الباب على التقدم.
الدستور