« بودي جارد» الصادمة لـ «عادل إمام»
كنتُ في السابعة والعشرين من عمري حينما بدأت عروض مسرحية «بودي جارد» للزعيم «عادل إمام»..مكثت هذه المسرحية على خشبات المسارح في مصر وخارج مصر أحد عشر عاما ولم تحظَ أية مسرحيّة عربية بهذا الزمن ولا بعدد الجمهور ولا بعدد الأرباح ..!
صار عمري ثمانية وأربعين..واحد وعشرون عاماً وأنا آكل بنفسي أريد مشاهدة المسرحيّة ..ومنذ صار النت واليوتيوب والفيديوهات وأنا أبحث عنها عشرين مرّة على الأقل سنويّاً..فسُمعة المسرحيّة والمعلومات التي كانت تنهال علينا بين الحين والآخر عنها جديرة بصنع الفضول..!
أخيراً وقبل يومين شاهدتُ المسرحية..كاملة..دون حذف..وكانت الصدمة !! مسرحية سخيفة بكل ما تحمل السخافة من معنى..ابتداء من الفكرة مروراً بالأداء و الكوميديا وليس انتهاء بالإخراج والديكورات ..!
كوميديا مفتعلة جداً وهابطة وسوقيّة..إيحاءات جنسية لا تُقال إلاّ في الجلسات الخاصّة وبلا ضرورة..فقد عادل إمام فيها بريقه و زعامته..لم يكن عادل إمام..حاول أن يجمِّع من افلامه ومسرحياته السابقة افيهات ومشاهد ولكن بأداء عجوز..! المسرحية لا تحمل رسائل ولا مضامين ولا تقول شيئاً..هي تهريج بايخ وثقيل دم..!
لا أريد أن أصدمكم أكثر بصدمتي..موجودة بين يديكم الآن..شاهدوها..وترحموا على الزعيم الذي هبط من الزعامة إلى البودي جارد من أجل المال فقط..
هذه المسرحية من أجل عادل إمام فقط..وعادل إمام يعرف تماماً أنها من عيوبه الواضحة والباقية ..ولكن ما استغرب له كيف صمدت أحد عشر عاماً على خشبات المسارح..؟ وهل تدفع الناس أثمانا عالية لتذاكر دخولهم التفاهة..؟! العقل العربي لا ميزان له..
وداعاً عادل إمام..
الدستور