تعديل واعد
كتبت سابقا بأن اهتمام الناس بالحكومة وتشكيلتها، أصبح لا يذكر مقارنة بسنوات ماضية، حتى هذا التعديل الأخير، أعني الأول على حكومة الخصاونة، سيتندر عليه كثيرون، وسيكون الامر عاديا، وسوف يتندر الأردنيون ويعلقون ويسخرون من كل شيء، لأن الظروف العامة سيئة، ولا إعلام حقيقيا يقود المشهد او يؤثر فيه، ويضخ فيه خطاب الدولة بفكرة وطنية، يجمع عليها كل الناس ويحمل خطاب الدولة للعقول لا للقلوب فقط، لكن ثمة إضاءات مهمة على التعديل فيما يتعلق بوزارة الزراعة والاعلام والتربية والتعليم..
الزراعة، غادرها الوزير المهندس خالد الحنيفات في 7 تشرين الثاني 2018، في اول تعديل على حكومة عمر الرزاز، بعد أن قطع مسافة لا يستهان بها في حل عقد ملفات ادارية وزراعية واقتصادية كبيرة، وقدم طرحا جريئا لملفات أخرى على الأصعدة ذاتها، ثم تم استهلاك كل جديد قدمه الوزير الحنيفات، واستنزافه حتى النهاية، وبعد هذا الاستنزاف الكامل لما قدمه الحنيفات، الى الدرجة التي أصبحت معها المهمة صعبة على من يتولون شؤون هذه الوزارة الـ(مصيرية) في النمو والاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي، أعني اليوم بالتحديد، يعود الوزير الحنيفات للوزارة نفسها، لكن هذه المرة هو يعلم عنها أكثر مما كان يعلمه حين جاءها أول مرة في حكومة هاني الملقي، ولأنني أعرف عن كثب نجاحات وإخفاقات الحنيفات في وزارته الأولى للزراعة، فإنني أقولها وكلي ثقة: سنرى فرقا كبيرا ونتائج حقيقية على أكثر من صعيد في هذه الوزارة، وعلى الأقل ستصبح كتاباتي لهذا الشأن أكثر فصاحة ووضوحا.
اما عن الإعلام، فيا عيني ع الإعلام، فهو اليوم أمام بداية مرحلة أعتقد بأنها ستكون مفصلية، لو تم إطلاق طاقات وزيرها الجديد المهندس صخر دودين، ومع تمام علمي بأن الساخرين على هذا التعديل كثر، فإنني أعذرهم بالطبع، فهم لا يتوقعون من مهندس ان يقدم إعلاما مميزا، وأنا ومع احترامي للغالبية الساحقة من الوزراء الذين تولوا هذه الحقيبة، سوف نشاهد نموذجا (طيبا) من الوزراء، ينبض بروح وطنية عالية، تحفل بكل أخلاقيات السياسة الوطنية وأخلاقيات وثوابت الدولة الأردنية، التي تعلمناها في مدرستنا الكبيرة، فالمهندس دودين يستند الى هذه الثقافة وهو من أساتذتها اليوم، وقد تابعنا أداءه وهو عضو مجلس أعيان، واستمعنا لفصاحة ووطنية خطابه، ولمسنا براعة عبارته السياسية، فوق التزامه بالمصداقية، التي باتت اليوم في اختبار كبير من خلال هذا الموقع.
ولن أتحدث كثيرا عن التعليم العالي والتربية والتعليم، لأنني اعتبر التربية والتعليم التي نعرفها، أصبحت اليوم فعليا على مفترق طرق مع قدوم ابو قديس وزيرا لها في مثل هذه الظروف القاسية.
لن أستبق الأحداث، لكنني أؤكد بأننا سنكون أمام نتائج إيجابية في الزراعة، ونتمنى مثلها أيضا في الإعلام، ولا بواك او مبتهجين على ما وصلت إليه التربية والتعليم.
الدستور