مطلوب جاهة مرتبة لعـــريس مرتب !!

المدينة نيوز – خاص – كتب عبد الله شيخ الشباب – : كالعادة ومع بداية كل فصل صيف في كل عام ، فإننا كثيرا ما نكون نتلقى العديد من بطاقات الدعوة التي يدعونا فيها أصحابها لحضور حفلات الأعراس ؛ والتي يقيمون لأجلها الأفراح ، ويكثرون فيها عمل الليالي الملاح ، ويدخلون بها الكثيرين من الشباب والصبايا طوعا الى الأقفاص الذهبية أو الأقفاص النحاسية أو البرونزية أو الحديدية ، أو التنكية ، أو أقفاص الآخرة .
وعموما، فإنه وعلى اختلاف أنواع معادن هذه الأقفاص، و ألوانها ، وتفاوت قيمتها المادية ؛ فإن نوع القفص الذي يدخله أي عريس يكون يعتمد بالدرجة الأولى على ذوقه العام ، وعلى رغبته الشخصية ، وعلى دقة حسن اختياره ؛ وعلى مدى إعجابه بنوع ولون وسعر هذا القفص أو ذاك .
إنني وبالرغم من هذه المقدمة الطويلة ؛ إلا أنها ومع طولها ومع أهمية ضرورة قولها ؛ فهي ومع هذا ليست الموضوع الذي أود طرحه !! وإنما الموضوع الرئيسي الذي أرى أنه يتوجب اثارته هو : ماأصبحنا نراه قبل إقامة هذه الأعراس وقبل اختيار نوعية الأقفاص !! والمتمثل في رغبة بعض العرسان القيام بالبحث عن جاهة مناسبة ترافقهم الى مضارب أهالي الفتيات !!
إذ أنه كم أصبح ملفتا للإنتباه كثيرا هذه الأيام ؛ أنه حينما يريد شخص ما ؛ التقدم للزواج من فتاة ما ؛ فإننا نرى أول ما يقوم بالبحث عنه وقبل كل شيء آخر هو : الجـاهة والوجــاهة !! وخاصة إذا كانت هذه الفتاة من الأسر العريقة ، وكانت من صاحبات الحسب والنسب.
فيقوم هذا الشخص بإرهاق نفسه ويبدأ برحلة البحث عن أناس معينين ؛ طالبا منهم مرافقتهم له لتشريفه بطلبه وليكونوا هم على رأس الجاهة في طلب يد هذه الفتاة له ؛ مهما كلفه هذا الأمر من جهد ومشقة ومال ، متعمدا أن يكون هؤلاء من المشهورين ومن طبقة معينة من الناس ؛ كرؤساء وزراء سابقين ، أو وزراء حاليين، أو أعيان ، أو نواب ، أو رؤساء جامعات ، أو أصحاب شركات ، أو ممثلين ، أو مطربين ، أو لاعبي كرة قدم ، أو..أو!!!
ظنا منه واعتقادا بأن تواجد أي من هؤلاء على رأس جاهته سوف يجعله يحظى بالموافقة الأكيدة ، أو سوف يجعله يضمن الموافقة الفورية على طلبه من قبل أهل العروس بدون أن يبدر منهم أي تردد ؛ وبدون أدنى رفض له ؛احتراما منهم وتقديراوتوجيبا لأشخاص ومراكز وشهرة من هم في هذه الجاهة !!!
وبالرغم من أن هذا التصرف أصبح شائعا كثيرا ؛ وأصبحنا نسمع عنه بين كل فترة وأخرى ؛ إلا أنه في رأيي الشخصي يُعتبر تصرفا خاطئا ، وسلوكا غير سليم ، وتفكيرا غيرَ رشيد ، ونظرا غيرَ قويم !!!
لأنني أرى أنه لايوجد هناك شرف أعظم ولايوجد هناك افتخار أكبر لأي عريس من أن يكون والده واخوته وأعمامه وأخواله ؛ هم على رأس هذه الجاهة وفي مقدمتها ؛ مهما كان وضعهم الإجتماعي والمادي .
أما وجود أناس آخرين غيرهم على رأس الجاهة ومهما كانت مراكزهم الإجتماعية ؛ فإني أعتبره من وجهة نظري أمرا معيبا للعريس نفسه ، وأمرا يقلل من شأنه بدلا من أن يرفعه .!!!
لاشك إن تواجد الآخرين في جاهة أي عريس هو أمر جميل ، ويعطي احساسا بالنشوة والفرح والسرور ، إلا أنه يظل بالنسبة لي أمرا ثانويا ، ولايشكل عندي أهمية كبيرة !! سواء حضروا أو لم يحضروا ؛ كانوا من كانوا ، وإن كنت أعتبر أن حضورهم معي سوف لن يكون سوى زيادة في عدد الأشخاص وزيادة في عدد الكراسي لاأكثر.!!
وعلى هذا فيا أعزائي العرسان !! اسمحوا لي أن أقول لكم : من أراد منكم الفخر والتفاخر والإفتخار ، فليفخر بنفسه وليفتخر بوالده وليفاخر بأهله !! فمهما كانت ظروفهم وأحوالهم ؛ إلا أنهم في رأيي يكونون أكثر شرفا لكم من غيرهم ، ومن يعتقد غير ذلك فإني أقول له آسفا : أنه لاخير فيه ، ولا خير في جاهته ؛ كان من كان رأسها ، ولا خير في كل من حضر فيها .
فوالد الفتاة الذي لايحترمني لشخصي ، ولا يحترم أهلي لفقرهم ؛ ويتحجج بأصلي وفصلي ؛ ويعايرني بأن أبي هو "علان " ، ويقول لي أن خالك هو "علنتان " ، ويقول لي إن جدك هو " زعلان " .
فإنه لا يشرفني أبدا مصاهرته ولا مصافحته أيضا ولا حتى الجلوس معه كان من كان !! حتى لو كانت ابنته المصونة هذه هي " بدر البدور " ؛ وحتى لو كانت هي درة الأوطان ولم ينجب مثلها الزمان في أي مكان ، وحتى لو كانت " قطر الندى " ، وكانت هي آخر من تبقى لي من نساءالأرض على وجه الأرض.
عبـــــدالله شـــــيخ الشــــباب
طالب أول ثانـــــــــــوي
abdullah1600@hotmail.com