ما هي أعداد الذين يُتوفون في الأردن سنوياً؟!
لم أكن أتوقع أن تتحول الإحصائية التي نشرتها على صفحتي على الفيسبوك إلى ساحة للسجال، وإلى محاولات أتباع "نظرية المؤامرة" إلى الاستفادة منها للتشكيك بحقيقة مرض "كوفيد- 19".
فكل ما أردت قوله من خلال الإحصائية أن نسب الوفيات السنوية لم تتغير قبل وبعد كورونا، وربما يعود ذلك إلى تراجع الوفيات بسبب الحوادث وإصابات العمل نتيجة الحظر والإغلاقات.
فقد نشرت إحصائيات لآخر خمس سنوات حول الوفيات حيث تقول أرقام دائرة الإحصاءات العامة التي تستمدها من دائرة الأحوال المدنية إنه يموت في الأردن سنويا ما يعادل 30 ألف مواطن بمعدل يومي تقريبا 80 شخصا.
وهذه أرقام آخر 5 سنوات متتالية: 29800 وفاة عام 2019 . 29088 وفاة عام 2018 . 28782 وفاة عام 2017. 28880 وفاة عام 2016. 27221 وفاة عام 2015. 26954 وفاة عام 2014.
وبلغ عدد وفيات كورونا منذ آذار الماضي وحتى اليوم 5788 بمعدل 482 شهريا، وبمعدل 16 حالة وفاة يوميا. هذا يعني أن الوفيات في الأردن هي ضمن معدلها الطبيعي ولم ترتفع بشكل خارج السياق والمعدل السنوي.
الواقع أنني لا أقلل من خطورة المرض على الصحة العامة وتأثيره المدمر على الاقتصاد وعلى قطاع الخدمات والذين يعلمون بالمياومة، وبالتالي يهدد الحظر الشامل والجزئي مصدر رزقهم وقت أطفالهم.
لكن غياب الأرقام الرسمية حول المرض وتناقض الأرقام أحيانا أوجد قطاعا عريضا من الناس لا يثقون ولا يؤمنون بما تقوله الحكومة من أرقام سواء بأعداد الإصابات أو أعداد الوفيات ، أو وضع إحصائيات بأعداد من توفوا نتيجة كورونا مباشرة أو نتيجة وجود سيرة مرضية لهم وكانت كورونا عاملا مساعدا فقط.
والواقع أنني لا أنظر بعين الرضا والقبول إلى تحويل الحكومة معركتها ضد كورونا إلى معركة ضد المواطن، وترديدها باستمرار أن المواطن غير ملتزم ولا يتقيد بتعليمات التباعد ووضع الكمامة، وحتى التشكيك في رغبته التسجيل من أجل الحصول على اللقاح ضد الفيروس القاتل مع أن أعداد المسجلين هي أضعاف كمية اللقاح المتوفرة لدى الجهات الرسمية حاليا.
السبيل