ليس دفاعا عن الحمــــــــــــير

المدينة نيوز – خاص – كتب عبد الله شيخ الشباب - : من الملاحظ أن هناك الكثيرين من الناس يتضايقون كثيرا ، وينفعلون جدا !! حينما يتم مناداتهم بقصد أو من غير قصد بلقب "حمار ".!! وكم يكون هذا الأمر واضحا بصورة كبيرة حينما نسمعهم غالبا وهم يقولون لبعضهم البعض : ـ تعال ياحمار !! روح ياحمار !!! ماهذا ياحمار !!؟ فاهم ياحمار !! هل أنت حمار ؟ و...و... وهكذا !!؟؟
ولما كانت هذه التصرفات وهذه الأقوال تعتبر غير مقبولة من وجهة نظري . لهذا فإني ومن منطلق وضع النقاط على الحروف ، وتبيانا مني لبعض الحقائق والأمور ، أقول : ـ
إنه من الظلم الجائر أن يتم الإستهزاء بالحمار ، والتمسخر عليه ، والتعدي على كرامته الحيوانية بأي شكل من الأشكال ، وكما أنه من الظلم الأكبر لشخصه أن يتم اطلاق اسمه جزافا على الأغبياء من الناس !! .
فما هو ذنب الحمار إذا كان يوجد هناك بعض من الناس أغبياء؟؟ وماهو ذنبه في أن يطلق اسمه عليهم ؟ وهل الحمار هو المسؤول عن غبائهم وقلة فهمهم وصغر عقولهم وضحالة مداركهم وسذاجة تفكيرهم ؟.
فالحمار وبالرغم من كل الإشاعات المغرضة التي تقال عنه ظلما ، والتي تنال من سمعته الشخصية وتعمل على تشويه صورته وتعتدي على كرامته الحيوانية ؛ إلا أنه أتبت وبمجهوده الشخصي أنه حيوان أليف ، يتمتع بذكاء حاد نادر ، ويتمتع بصفات وبمواصفات فريدة من نوعها !!
أي أنه وبمعنى آخر يمكن القول : أن الحمار ليس حمارا !! وخاصة لأنه لم يقم هو بإختيار هذه التسمية ، وأنه ليس له أي دخل فيها ؛ بل أنه يجدها ملتصقة به لحظة ولادته ولحظة نزوله الى هذه الحياة ، من غير أن يقترف ذنبا ، وبدون أن يرتكب إثما ، وبدون أن يكون قد تصرف تصرفا يدل على الحمرنة أو الغباء أو الحماقة.
وحتى لايتم فهمي بطريقة حمـيرية من قبل البعض ؛ فإني سوف لن أجد هناك دليلا أكبر على أهمية الحمار، ولا دليلا أعظم على أهمية دوره في هذه الحياة من القول لكم : ـ
أن الحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية يتخذ من (الحمار ) شعارا انتخابيا دائما له في حملاته الإنتخابية الرئاسية !!؟؟ وعلى هذا ؛ فلو لم يكن الحمار هذا ذا شأن وأهمية ، ولم يكن له قيمة واعتبار ؛ فلما كنا قد وجدنا أن الحزب الحاكم في أقوى دولة في العالم قد اختاره ليكون شعارا له .!!أليس كذلك ؟
و بالإضافة الى هذا ؛ فإنه يوجد هناك الكثير من المؤسسات حول العالم التي تتولى مهمة الدفاع عن الحمير ، وأن هناك العديد من "جمعيات الرفق بالحمير الحيوانية " التي تقوم بالدفاع عن حقوق الحمير المهضومة بسبب ما يلحقها من أذى ومهانة وإهانة مقصودة ، ولما ما تواجهه من إذلال متعمد على أيدي بعض المتوحشين من الحمير ( البشرية).
وليس هذا فحسب ؛ بل إنه ونظرا للأهمية البالغة لهذه الحمير ؛ فقد وصل التكريم لها الى الحد الذي نجد فيه أن بعض دول العالم المتحضرة قامت بتخصيص مسابقات خاصة بها ؛ يشرف عليها لجان تحكيم مميزة تتصف بالشفافية ، و تتمتع بالنزاهة ، وتتحلى بالأمانة ؛ يتم من خلالها إختيار أجمل حمار وأجمل حمارة ، ويتم فيها أيضا اختيار أذكي حمار وأذكى حمارة .
وفي نهاية المسابقة يتم إعطاء ( الحمار/ الحمارة ) الفائز جائزة قيمة ؛ معنوية أو مادية ، مع تخصيص طائرة "حميرية " خاصة له يجوب فيها مختلف دول العالم ؛ لكي يطلع الجميع ( الحمير وغير الحمير ) على جماله وعلى ذكائه ومواهبه وصفاته وحلاوة صوته ، والأهم من ذلك لكي يطلعهم بنفسه على أحلى فنون رفساته ،وعلى جمال تغريداته ، وعلى عذوبة أنغام وألحان نهقاته.
ولهذا ليس عجيبا وبعد كل هذه الدلائل والمؤشرات أن نجد للحمير كل هذه الأهمية الكبيرة عند من يقدرونها ، وليس غريبا كذلك أن نجدها تحظى بإحترام عظيم عند كثير من شعوب العالم ؛ وخاصة عند الشعوب الراقية التي تعيش في عصر العولمة والإنترنت والفيسبوك والتويتر . وليس عجيبا أيضا أن يكون لها أنصارا و معجبين ومعجبات في مختلف أنحاء العالم ؛ تجعلهم يرجونها أن تسمح لهم بإلتقاط الصور التذكارية معها !! .
لكن الأمر الغريب فعلا ، والمدهش حقا والذي لم أجد له تفسيرا منطقيا لحد الآن هو : ألا تجد هذه الحمير الإهتمام المطلوب عندنا نحن العرب !!؟؟ وهذا هو ما يجعلني بصراحة أشك في أنه قد يكون هو السر الحقيقي الكامن ، والسبب الرئيسي المباشر الذي يقف خلف تأخرنا وتخلفنا عن باقي دول العالم !!.
فلماذا هذه المعاملة الحميرية السيئة منا للحمير ؟ ولماذا هذا الأسلوب الغير لائق والغير حضاري في فن التعامل معها ؟ ولماذا كل هذا الحقد الدفين عليها ؟ ولماذا كل هذا الإصرار على تفريغ شحنات غضبكم فيها ؟
وعموما ، وحتى لاأطيل عليكم في مدح خصائص الحمير ، وحتى لاأزيد في مدح ذكائها ، وحتى لاأستمر في الإشادة بقوة تحملها وصبرها على الشدائد ، وفي حبها للعمل ، وعدم تقاعسها عن أداء الواجب ، وعدم تكاسلها في القيام بمسؤولياتها !!! وحتى لايتم تفسير كلامي وتساؤلاتي الخاصة بشأنها على نحو خاطىء ، وحتى لايقال أن " عبدالله شيخ الشباب " يدافع عن الحمير.
فإن خلاصة القول هي : إن الحمير ( الحيوانية) قد أتبتت للعالم أجمع أنها ليست بالغباء الذي تعتقدونه أنتم عنها ؛ بل انها تتمتع بذكاء فطري خاص قد يفوق ذكاء الحمير ( البشرية) التي نجد بعضها تعيش وتأكل وتشرب وتنام وتتنفس بيننا بدون أن نعلم أو ننتبه بأنها هي في الحقيقة حمـــير مخلوقة على هيئة بشرية !!
وبعد كل هذه المعلومات الوافية فإني آمل من الجميع كبارا وصغارا الرفق بالحمير (الحيوانية )، و منع الحمير ( البشرية ) من الإعتداء عليها . ولكن الأهم من هذا وذاك هو تكراري بألا يساء فهم مقالي من قبل بعض من يفهمون الكلام بالطريقة الحميرية كما كان قد حدث في مقالاتي السابقة !! فالدلائل والأحداث والمؤشرات أوضحت أنه ليس غريبا أبدا أن توجد هناك حمير (بشرية) تمشي وتعيش وتنهق بين الناس وهي بلا ذنب.!!
عبدالله شيخ الشباب
طالب مدرسة ـ أول ثانوي
abdullah1600@hotmail.om