ماذا يجري في القدس ؟
ما يفعله رعاع المستوطنين في القدس وجنودهم المدججون بالاسلحة ليس مجرد مزيد من الإعتداءات على المدينة المقدسة ، ولا مزيد من التنكيل بالفلسطينيين القاطنين في المدينة وما حولها وبعموم الشعب الفلسطيني الصابر ، بل هو مخطط مدروس يتم تنفيذه بـ " القطعة " لابتلاع المدينة وطرد شعبها وتهويدها بكل تاريخها الاسلامي والمسيحي والانساني ، وكما يبدو ، فإن الصهاينة يعتقدون الآن بأن آخر الضربات آن أوانها .
يرتكب المستوطنون بزعامة ايتمار بن غفير ومنظمات الارهاب من مثل ما يسمى " لهافا " و" تدفيع الثمن " و" فتية التلال " والجنود الصهاينة وغيرهم هذه الجرائم بحق المدنيين العزل وبحق المدينة المقدسة والاستيلاء على منازلها في واقع سياسي جديد لم يسبق أن عاشته القضية الفلسطينية من قبل ، وأبرزه نقل السفارة الامريكية في اعتراف امريكي بكون القدس عاصمة للكيان ، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن ما يعزز الشكوك بموقف الولايات المتحدة هو أن إدارة بايدن رفضت إعادة السفارة إلى تل ابيب ، بل ورفضت تسمية الضفة الغربية بالمناطق المحتلة كما سبق واشرنا في مقال سابق ، أما الآن ، فإن آخر هذه المواقف هو تعليق الخارجية الامريكية على ما يجري في القدس حاليا حينما دعت " لنبذ خطاب الكراهية " ، دون ان تسمي هذه المنظمات الاجرامية بالاسم ، ولا نتفق أبدا مع ما يقال عن أن سبب التصعيد هو رسائل ضغط من نتنياهو لبايدن بخصوص النووي الايراني ، ولا هو بسبب الانتخابات الفلسطينية كما يزعم الصهاينة ، ولكنها الفرصة المناسبة صهيونيا لتهويد كامل المدينة بدءا بباب العامود الذي فجر الغضب الحالي ، وقد آن أوان ذلك كما يرغب الاحتلال ويتمنى ، ولكن انتفاضة الفلسطينيين في المدينة وفي يافا التي صودرت بيوتها كذلك وعموم ما يجري في الخط الاخضر بعث برسالة لكل العالم بأن هذه المدينة لا يمكن ابتلاعها بسهولة .
صحيح أن الأمة غائبة وسائبة ، وصحيح أن الظرف الدولي يعمل ضدها ولكن القدس ليست مجرد مدينة ، إنها " عقيدة " يعتنقها مليار و600 مليون مسلم سني ، أما هؤلاء الرعاع المجرمون فإن لهم جولة موعودة قادمة لا محالة : " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) النساء " .
جى بي سي نيوز