استقبال قطة..
لا تتعجبوا ولا تستغربوا فالبيت الأبيض هذه الأيام يستعد لاستقبال قطة (هرة) جيل بايدن زوجة الرئيس الامريكي جو بايدن، هذا ما صرحت به السيدة الأولى لبرنامج «توداي شو» على محطة «أن بي سي الأمريكية»، مؤشرة على أن كلبهما المفضل ميجور يواجه متاعب في تقبله العيش في مسكنه الجديد معهما في واشنطن.
جيل بايدن ذكرت أنها وزوجها الرئيس يحبان الكلب ميجور ويتمتعان بالعيش معه، وأنه يواجه صعوبة في سكنه بالبيت الأبيض، ويحاولان اقلمته، ولهذا يعكفان على استقبال قطة جديدة يمكنها أن تغير شيئا في المكان،وتؤشر على حب زوجها جو للكلب ميجور والقطة الجديدة والتي سيصار إلى تسميتها عندما تحظى باستقبال مهيب في غرفتها المعدة لها بالبيت الأبيض.
جيل لم تذكر تفاصيل الإستقبال للقطة،لكن ما سربته الصحافة ضمن الاستعدادات يتمثل في ترتيب استقبال حافل يليق بالقطة (الهرة ) وذلك بإعداد فرقة موسيقية وباقات مختلفة من الورود،إلى جانب حفلة عشاء فاخرة يجري الأعداد لها لكي تتناولها في مراسم جرى دعوة مسؤولين واصدقاء للرئيس وزوجته في ساحات البيت الأبيض قبيل إعلان استقبالهما رسميا والطريف أن نتنياهو وزوجته سارة يمارسان ثقافة الكوبوي هذه.
الشعوب تتمايز بثقافتها الواسعة والمتناقضة أحيانا، ولا غرابة في ذلك، كما أن الأفراد بمختلف المستويات والمواقع القيادية لا يتوانون عن إظهار حبهم للكلاب أو القطط أو اشياء أخرى، أمثال الرئيس جو وزوجته جيل،والغريب أن احاسيسه ومشاعره(اي الرئيس )تذوب وتختفي عندما يأمر حاملات طائراته بقصف المدنيين في سوريا والعراق وليبيا و...الخ ولا تظهر علامات حب وتودد وانسانية عندما يوقع مراسيم العقوبات الاقتصادية على هذه الدولة أو تلك ويمنع عنهما حتى الدواء وذات الجينات يتمتع بها نظيره نتنياهو وزوجته عندما يأمر جنده وشرطته بالاعتداء على المصلين في ساحات الأقصى ويصادر أملاك الفلسطينين ويامر بسلبهم أرضهم ويامر طائراته بقصف سوريا ولبنان، ويمارس هواية الكلاب على طريقة صديقه ساكن البيت الأبيض.
مشاعر الرئيس بايدن خفاقة وراهفة تجاه كلبه ميجور ألذي يرافقه في معظم زياراته أثناء إقامته قبل الرئاسة في ديلاوير، وذات المشاعر في تهيئة ألبيت الأبيض لاستقبال القطة، ولا تلمس له ذات المشاعر والإنسانية عندما يصف نظيره الروسي بالقاتل،ويزدري نظرائه في العالم،ولا يرى في غير الزعماء الذين يستقبلهم في ألبيت الأبيض سوى المصالح وكيفية ابتزازهم اقتصاديا وسياسيا،وذات الثقافة يمارسها نتنياهو مع أصدقاء بلاده الجدد والقدامى.
قطة زوجة الرئيس الامريكي جيل سوف تضاء لها الأنوار، وسيصار إلى تزيين الساحات الامامية لها، وعندما سألت مضيفة البرنامج جيل عن التكاليف والجهة التي ستؤمن فاتورة استقبال القطة امتنعت عن الاجابة، وابتعدت قليلا في اسهاباتها عن حبها غير الطبيعي لميجور وكيف تأثرت به عندما تغيرت عليه ظروف السكن من ديلاوير إلى البيت الأبيض، وبطبعها اللطيف استمالت مقدمة البرنامج لها عندما كررت السؤال عن التكاليف فقالت لها هناك أصدقاء جدد لزوجي تبرعوا بإقامة حفل الإستقبال للقطة.
جيل وزوجها جوزيف بايدن ومعهما نتنياهو وزوجته سارة لا يقيمان وزنا لاستقبال أي زعيم يزور واشنطن أو تلأبيب، ولا يعلنان إقامة حفلة استقبال صغيرة له، لا في الصحافة ولا في الفضائيات، ولا يستقبلانه الا عند دخوله عتبة البيت الأبيض أو ساحة داوود والتقاط الصورة إياها دون ارهاف بحبهما له، فثقافة الكوبوي والعنصرية الصهيونية تألفان الكلاب والقطط ولا تألف أكثر منهما سوى الفة الخوف من الأقوياء الذين يناطحون واشنطن وتل أبيب في كل مكان ويرون فيهما كلبا مسعورا يريد نهش ثروات العالم وسرقة الأوطان دون إحساس بالمسؤولية، وبكل الأحوال فإن نهاية عصر الكوبوي وكلابهما في العالم ربما يكون مماثلا لنهايات الكلاب والقطط عندما تتواجه مع أسود الغابة في أول دقائق من المعركة.
الدستور