نحن وحماس !!
تأخذ الدعوة إلى الاتصال مع حماس شكل حملة من اللوم والاتهام بالتقصير والتفريط بمصالح الأردن، مما أدى -حسب الحكماء بأثر رجعي- «الى العجز عن القيام بدور في وقف اطلاق النار» !!
مكانتنا ودورنا في القضية الفلسطينية محفوظة تعززها الجغرافيا وثمار وحدة الضفتين التي دمجت وصهرت بصلابة تدعو الى الفخر، الأصولَ والمنابتَ الأردنية والفلسطينية.
لعبت مصر دورا رئيسا في التوصل الى وقف اطلاق النار، مع ان علاقة مصر وحماس قد تضعضعت الى اقصى الحدود بسبب ضرب واجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين في مصر.
لكن اعتبارات الجغرافيا واكراهات حصار غزة ذات المنفذ البري الوحيد على مصر، اقتضت تغاضي حماس وتفضيل المصالح على المباديء.
ولعبت قطر دورها في وقف اطلاق النار لأنها -مشكورة- تمد حماس بنهر لا ينقطع من المساعدات العينية والمدفوعات النقدية الشهرية.
مستقر بوضوح ان العقل السياسي العربي لم يصل بعد، الى قبول قيام السلطات الرسمية بفتح خطوط مع المعارضة في بلد ثانٍ.
فليس مقبولا للشرعية الفلسطينية ان يقيم الأردن صلاتٍ مع حماس او مع الديمقراطية او مع الشعبية.
وتعالوا الى التقاليد المستقرة في العالم.
زار الملك ترافقه الملكة رانيا اليونان في كانون الأول عام 2005 والتقى بحضور عبد الاله الخطيب وزير الخارجية مع الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس ورئيس الوزراء قسطنطين كرامنليس ورئيسة البرلمان اليوناني انا بيناكي باسارودا.
واستقبل الملك جورج باباندريو
زعيم المعارضة اليونانية- زعيم حزب الباسوك. واليكا باباريغا الأمينة العامة للحزب الشيوعي اليوناني، كلا على حدة.
وقد نسّبت ان ينوّه الملك خلال استقباله السيدة الحمراء باباريغا الى ان الحزب الشيوعي الأردني يشارك في الإنتخابات النيابية وكذلك في الحكومات. وان له حاليا ممثلين في مجلس نوابنا منهم الدكتور مصطفى شنيكات الذي كان وزيرا للزراعة 1996-1997.
تمت اللقاءات مع المعارضة اليونانية بترتيب من وزارة الخارجية اليونانية. وهي لقاءات تعبر عن تكامل الأدوار والمهام والواجبات بين الحكومة التي كانت في المعارضة وستعود الى المعارضة، وبين المعارضة التي كانت في الحكومة وستعود الى الحكومة.
وهذه تقاليد تعبر عن الإحترام المتبادل بين القوى السياسية على مبدأ تداول السلطة والتناوب عليها.
واسأل:
هل نوافق ان يلتقي الرئيس اردوغان ضمن زيارة رسمية الى الأردن بقيادة الاخوان المسلمين ؟!
هل يوافق الرئيس اردوغان ان يلتقي الملك عبدالله الثاني ضمن زيارة رسمية الى تركيا بزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو ؟!
الدستور