الذكرى الخامسة و السبعون لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية
نحتفل هذه الإيام بالذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية التي تواكب الاحتفالات بمئوية الدولة الاردنية، وتشكل هذه الذكرى مناسبة للاحتفاء بالانجازات ومواصلة العمل الدؤوب لمواجهة المصاعب وتحقيق مزيد من التقدم والرقي واعلاء مكانة الوطن لنقطع بذلك شوطاً اخر في مسيرة الاردن الخالدة نحو المجد والرفعة.
وبهذه المناسبة لا بد ان نستذكر الانجازات التي تحققت على مختلف الصعد وفي سائر المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية والثقافية فالاردن اليوم يمثل نموذج نجاح على مستوى المنطقة حيث اثبت عبر مسيرته المظفرة قدرته على تحدي الصعاب وتجاوز المعيقات ومواصلة البناء برغم كل الظروف.
والاردنيون اليوم أشد تصميماً واصراراً على حماية مكتسبات الوطن وصون الاستقلال مستمدين العزم من قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ومتسلحين بوحدتهم الوطنية ومؤسساتهم الراسخة ودولتهم التي تعمل لترسيخ حكم القانون ومباديء المساواة والعدل والديمقراطية والسعي لمستقبل أفضل مقتدين بالتضحيات التي سطرها الاباء والاجداد.
فالاردن اليوم يتميز بكوادره البشرية المؤهلة وشركاته الريادية وقطاعه الصحي المتقدم واماكنه السياحية التي تجذب السياح من مختلف دول العالم ، وتطور قطاعه التكنولوجي الذي يستطيع المنافسه عالمياً.
ولا يخفي اننا نمر حالياً بظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا – التي نأمل سرعة التغلب على تداعياتها- وعمقتها الاحداث الاقليمية الاستثنائية والظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطن لذلك فنحن نحتاج لعمل استثنائي لنستطيع مواجهة هذه التحديات وعلى رأسها البطالة وتواضع معدلات النمو الاقتصادي وتفاقم العجز والمديونية، وهذا يتطلب عملاً متزامناً في مختلف المجالات بما في ذلك تعزيز الشفافية والحاكمية الرشيدة وترسيخ حكم القانون ومكافحة الفساد والمحسوبية وهي امور طالما أكد على اهميتها جلالة الملك.
أستطاع الاردن عبر السنوات الماضية ان يتجاوز العديد من الازمات وان يحافظ على استقراره وان يبني قواعد متينة للنمو الاقتصادي، وذلك بفضل التلاحم بين القيادة والمواطن، وتعامله بحكمة وروية مع مختلف التطورات والمستجدات.
وأصبحت المملكة تحظى بثقة الاشقاء والاصدقاء في المنطقة والعالم وشهدنا ازدهاراً اقتصادياً نسبياً يستند الى رفع مستوى الانتاجية والابتكار والتطوير المعرفي، وبفضل استقراره السياسي والمناخ الاقتصادي المتميز وعلاقاته الطيبة مع مختلف دول العالم فقد تمكن الاردن ان يصبح موضع ثقة المستثمرين ومؤسسات الاعمال.
وفي خضم احتفالاتنا بعيد الاستقلال ومع حقنا في ان نستذكر الانجازات الا انه لا بد لنا من أن نستمر بمواصلة العمل والبناء على ما تم انجازه لنقدم اضافة نوعية لاجيال المستقبل، وهذا يفرض علينا التفكير ملياً و جدياً في خطواتنا المستقبلية التي لا بد من خلالها ان نعمل على تذليل العقبات التي تواجهنا في مختلف المجالات وخاصة تلك المتعلقة بالشأن الاقتصادي وما يترتب عليها من قضايا تتعلق بتوليد مزيد من فرص العمل وتخفيض الاعباء الضريبية وتحفيز النمو وجذب الاستثمارات ورفع مستوى معيشة المواطن وتحسين الخدمات المقدمة له.
ولنا في التوجيهات الملكية السامية خير دليل فقد أكد جلالته غير مرة على المفاصل الاساسية والعناوين الرئيسة التي تبني رؤية شمولية واضحة حول متطلبات واليات العمل التي تتيح الاعتماد على الذات ومباشرة العمل بتنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات، وهذا يفرض مزيداً من المسؤولية ليس على عاتق الجهات الرسمية والقطاع الخاص فحسب بل والمواطنين ايضاً.
فالاساس المتين للسير قدماً يتمثل في تعاون الجميع من اجل بناء الوطن واستمرار نهضته، فقد بات واضحاً ان الاعتماد على الذات والتشاركية وتعاون مختلف فئات المجتمع ليست خيارات بل ضرورة للمضي قدماً، وهذا ما اتضح جلياً في الظروف التي مررنا بها خلال المراحل الدقيقة اثناء تفشي الوباء.
ويمكن القول بكل ثقة ان الاحتفال باستقلالنا بشكل عملي يتجسد عبر تحمل المسؤولية المنوطة بكل جهة حسب اختصاصها والقيام بما هو مطلوب منها دون تأجيل أو تسويف، فالنوايا الطيبة والرغبات الصادقة غير كافية بل لا بد من تجسيدها على أرض الواقع عبر العمل المستند الى رؤية واضحة هدفها خدمة المواطن والوطن والمساهمة في نهضته وازدهاره.
* وزير مالية سابق
الدستور