زيارة بلينكن .. الرسائل تقرأ من عناوينها
زيارة بلينكن الاخيرة للمنطقة لم تكن سوى زيارة لـ " تدارك الوقت " بعد ان اضطرت ادارة بايدن إلى اخذ القضية الفلسطينية على قليل من محامل الجد " الانساني " عقب الضغوط التي تعرض لها من حزبه الديمقراطي .
وإذا لاحظنا أجندات بلينكن وما قاله عقب زيارته للمنطقة ، فإننا نجد بأنه كوزير للخارجية الامريكية متفق تماما مع الزعماء في المنطقة على حفظ أمنها دون التطرق لأي من الحلول السياسية التي كان يفترض أن يطرحها وزير خارجية دولة تزعم قيادتها أنها تبحث عن العدالة وتدعو إليها .
كل ما قاله بلينكن هو أنه يريد اعمار غزة بواسطة السلطة والامم المتحدة ، وبان الولايات المتحدة تريد للفلسطينيين أن يعيشوا حياة كريمة ، ولكن الأمر يختلف حينما يتعلق الامر بإسرائيل ، وهنا يشدد بلينكن على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وما يعزز ذلك من خطوات سياسية اتخذت خلال العدوان على القدس والضفة والقطاع .
منذ بداية عهد بايدن كانت الأولويات محسومة أمريكيا ، إذ وضع الرئيس الجديد قضية اليمن في قمة أهتماماته الخارجية ، يضاف اليها عديد من قضايا المنطقة بما فيها ايران بل وحتى اقليم تيغراي الاثيوبي ، أما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن الأدارة لم تقل مرة واحدة بأنها ستنغمس في معالجة سياسية لأسبابها من خلال تطبيق القرارات الدولية ومنح الفلسطينين حقهم بإقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس ، لدرجة أنه استبدل ذلك بأموال قال إن الادارة خصصتها للسلطة الفلسطينية ، ووفق البعض فإن ذلك جزء من " الرشوة " التي اعتادت عليها رؤوس بعينها مع أذنابها ومنافقيها ومرجفيها على طول الساحة الفلسطينية وعرضها ، وبالفعل ، تسربت معلومات عن دفع باتجاه التهدئة في الضفة ووقف المظاهرات الشعبية إن لم نقل أكثر من ذلك .
زيارة بلينكن ، اليهودي بالمناسبة ، مجرد عودة بائسة لما يعرف بـ " إدارة الصراع " من جديد ولا زالت سفارة ترمب في مكانها ، ولن يغني فتيلا ولا يجدي أي توهم سياسي عما قاله بلينكن عن نيته فتح قنصليته في القدس بل إن الأمر سيقرأ بطريقة معكوسة عن مبناها ومعناها ، حيث سيكون هناك سفارة ، وايضا قنصلية ، ولا يبقى سوى افتتاح مكتب للبيت الأبيض في المدينة المقدسة .
جولة فاشلة في كل من القاهرة وعمان ورام الله وتل ابيب ، لأن الادارة الامريكية غير مستعدة لاضاعة الوقت في قضية يعرف بايدن وبلينكن وغيرهما بأنه لا حل لها ابدا بوجود المستوطنات وطالما أن المتطرفين يسيطرون على الحكومة والشارع الاسرائيلي ، وغدا إذا تشكلت حكومة جديدة من غير نتنياهو فستكون أشد تطرفا وأكثر إجراما ، والرسائل - في العادة - تقرأ من عناوينها .
المصدر : جي بي سي نيوز