تدوير الحكمة !
أزمتنا تكمن في التدوير والاستنساخ أو إعادة التدوير !
نعيد تدوير الكلام لاستخدامه في الصراخ والتشاتم والنميمة والافتراء و حبك المكائد والشائعات !
نعيد تدوير الورق لتمزيقه و رميِهِ ، بشكل مزعج ، في الشارع .. أو لكتابة شتائم و رسائل تخلو من الرقـّة !
نعيد تدوير الوقت ، لكي نتفنّن في تبديده و هدره !
..
هكذا ندوّر أوقاتنا و أوراقنا و الكلام ، لكي نجدد « تاريخ صلاحيّة الشتيمة « !
بارعون نحن في التدوير ، والتدوير مفردة تُجانس مفردة « التنوير « ، و الجناس هنا ناقص وفق اللغة .
ندوّر المواعيد الفارغة ،
و ندوّر الوهم ،
و ندوّر العفن َ ،
و ندوّر ما لا ينفع !
..
هل تلك أزمة ٌ أم مرض ٌ أم سلوكات استقرّت في أذهاننا قبل أن نمارسها ؟
في أصل فكرة « التدوير « يسعى المجتمع أو الفرد إلى إعادة إنتاج ما ينفع ، أو إعادة استخدام ما كان متروكا ً و معه فائدة واضحة .
ما أحوجنا إلى إعادة تدوير الحكمة و التأمّل و إعادة إنتاجهما بشكل يوائم ما نزعم أننا نتطلّع إليه أو ما نظن ّ أننا نفكّر في إنجازه .
لا نريد شيئا ً ، دوّروا « الحكمة « و حسب !
و عندها ستظهر أقمار ناصعة في سمائنا .
الدستور