ليلة سقوط النتنياهو
بعد الصراع الدائر داخل الكيان الإسرائيلي على السلطة، وإجراء الانتخابات لعدة مرات ولم ينجح نتنياهو في هذه الانتخابات، وما ورافق هذه الانتخابات الكثير من الاضطرابات والحروب وخصوصاً على غزة، لم يتحقق الهدف الذي افُتعلت لأجلها هذه الحروب، وفي نهاية المطاف سيخرج من السلطة إلى السجن.
بعد المواجهة الأخيرة سقطت ورقة التوت عن الجميع وخصوصاً عن هذا الكيان الهالك، واتضح كم هو ضعيف أمام حرب بسيطة بالمفهوم العسكري وأمام مقاومة فقط، وليس مع دولة أو محور المقاومة بشكل خاص، ليلة سقوط نتنياهو لها ما بعدها، وخصوصاً بأنه فقد شعبيته الزائفة داخل إسرائيل، ومع المطبعين الذي راهن عليهم بأنهم بوابة نجاته في الانتخابات، كل هذا الوهم وأكثر الذي ألمّْ بهذا الكيان طيلة فترته في رئاسة الحكومة.
بانتظار سقوط النتنياهو في تشكيل حكومته، وغيره من سيتولى الحكومة في المرحلة القادمة، لكن تمسك نتنياهو في الحكم فاق كل التوقعات، فحاول إفشال الحكومة الجديدة وتحميلها ملف مسيرة الأعلام، كي يكون لها حمل ثقيل في اتخاذ قرار مهم بهذه المسيرة أو إلغاؤها، أو كما قال المثال (يا أنا يا ولا احد)، هذا الذي يسير به النتنياهو هذه الفترة.
كثيرة هي الأحداث الذي حدثت في السنوات الماضية خلال حكمه، فالإستراتيجية الإسرائيلية باتت اضعف ما تكون وتشتت وعلى وشك التلاشي، فما زرعه نتنياهو سيحصده الذي بعده، وسيواجه بمقاومة مسلحة تسليحاً جيداً وقوياً، وإرادة شعبية من الداخل الفلسطيني، والشعوب العربية بعد كي الوعي الذي أدركته في الوقت الحالي، ونتكلم عن الجيل الرابع والخامس من الشعوب العربية.
نتنياهو يفعل المستحيل كي يبقى في الحكم وينجي نفسه من السجن المؤكد بعد انتهاء مدة رئاسته للحكومة، وموته سياسياً بسبب قضايا الفساد الذي تنتظره بعد انتهاء ولايته، ربما سنشهد أحداث كبيرة ومهولة في الفترة القادمة، فما قامت به المقاومة من تغير إستراتيجيتها السياسية أو العسكرية، أربكت العدو، فأي مواجهة قادمة سيكون لها نتائج سلبية كبيرة جداً، فالمقاومة تتوعد والفلسطينيين في الداخل وفلسطينيي 48 ينتظرون الإشارة لبدء انتفاضة ثالثة، بعد هذا الضغط الإسرائيلي الصهيوني عليهم من خلال تضييق الخناق عليهم سواءً من خلال الاعتقالات وغيره.
ليلة سقوط النتنياهو تكون قد طويت صفحة في تاريخ هذا الكيان الهالك، وفتحت الصفحة الأخيرة من كتاب النهاية بما يسمى بالدولة اليهودية الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، بما جلب لهم الضعف والكراهية من جميع دول العالم، بعد الحرب الأخيرة على غزة، فقد أصبحت القضية الفلسطينية في المقدمة بعد سُبات دام لسنوات طويلة، فالعالم الواعي الآن يوجه أنظاره إلى فلسطين والمعاناة الذي يواجهه من هذا الاحتلال.
دائماً الفصل الأخير في هذه الأحداث يكون محط أنظار العالم، وخصوصاً الشعب الذي احتلت أرضه بطريقة ظالمة منذ عقود، ففلسطين والفلسطينيين تحديداً بدئوا يتنفسوا الصعداء بعد هذه الأحداث الأخيرة، الصفحة الأخيرة أو بالأحرى السطر الأخير لنهاية هذا الكيان بدأت تتجلى بشكل واضح، بعد مواجهة سيف القدس وما بعدها من انصياع هذا الكيان الغاصب لقرارات محور المقاومة.
ربما بعد سقوط النتنياهو ستتغير السياسية والإستراتيجية الإسرائيلية كما يعتبرونه أقوى رئيس وزراء إسرائيلي لغاية الآن، والاصطياد في الماء العكر هذه الفترة لم يحقق أي نتيجة على الإطلاق فالضعيف أصبح قوي والقوي أصبح ضعيف، والأحداث الأخيرة دليلاً على ذلك.