هل يريد الصهاينة اختبار طول نفسنا؟
معركة "سيف القدس" الأخيرة لم تكن معركة عادية، وإنما كانت معركة استراتيجية من قبل المقاومة، أرادت منها إعادة قضية القدس والأقصى إلى صدارة مشروع المقاومة، وإلى صدارة الاهتمام الفلسطيني، وإلى صدارة اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي.
بالتأكيد لن يسمح العدو الصهيوني للمقاومة بتحديد معادلة جديدة، وهو يعمل منذ انتهاء العمليات العسكرية لمعركة "سيف القدس" على محاولة إجهاض استراتيجية المقاومة وإفشالها، وذلك على كافة الصعد؛ الصعيد الدولي والإقليمي من خلال ما يعرف بإعادة إعمار غزة، وعلى الصعيد الميداني من خلال محاولة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ومؤخرا ما يعرف بـ"مسيرة الأعلام الصهيونية"، التي من المقرر أن تجوب غدا أحياء القدس لتنتهي في ساحة البراق.
تلك المسيرة التي ظلت بين أخذ ورد، حيث منعتها سلطات الاحتلال قبل أسبوع، ثم ما لبث نتنياهو في آخر أيامه أن سمح لها لتكون لغما أمام الحكومة الجديدة، وفق محللين إسرائيليين.
المقاومة الفلسطينية أدلت بدلوها وحذرت من مغبة استمرار الاحتلال بخطط التهويد وكأن شيئا لم يحدث.
الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل أعلنوا موقفهم، وأنهم سيتصدون لأي مساس بالقدس والمسجد الأقصى.
لكننا نرى ضعفا في تفاعل الشارعين العربي والإسلامي بما فيه الشارع الأردني.
باختصار يريد الصهاينة اختبار مدى عزمنا وتصميمنا على الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والأهم يريدون اختبار نفسنا في ذلك، فهم يعتقدون أن نفسنا قصير، فهل نحن كذلك؟
السبيل