ماذا بعد فوز ابراهيم رئيسي بانتخابات ايران ؟

تساؤلات كثيرة حول ما سيؤول إليه تعامل الولايات المتحدة مع رجل مثل الفائز في انتخابات الرئاسة الايرانية ، والذي فرضت عليه عقوبات بسبب اتهامات بارتكابه جرائم ضد الانسانية ، بعد قيامه بتنفيذ أحكام اعدام لآلاف من رجال المعارضة الايرانية سواء من مجاهدي خلق او من أهل السنة واليساريين وغيرهم .
الرئيس الإيراني ىالجديد ، ابراهيم رئيسي الذي اعلن فوزه السبت ، سبق وشغل موقع رئيس القضاء الايراني في عموم البلاد ، وتدرج ليصل إلى هذا المنصب بعد محطات طويلة من سنوات عمره التي قضاها في سلك القضاء بعد مجيء الخميني ، ويعتبر من المتشددين الصارمين ، ولا ينتظر منه اية تنازلات إذا تعلق الأمر بالقضية النووية او الصواريخ البالستية وتدخلات ايران التخريبية في المنطقة .
هو إذن ذراع خامنئي القوي ، وهو صوته الذي ينافح به عن " ثوابت " الملالي في استمرار الحكم بالحديد والنار بغض النظر عن حجم الجرائم أو ما يطلق عليها النظام " التطهير " الداخلي من كل" أعداء الثورة " .
ابراهيم رئيس الساداتي ، وهذا هو اسمه ، المولود في العام 1960 في مدينة مشهد بخراسان ، هو نجل رجل دين متشدد توفي وعمر ابراهيم خمس سنوات ، وبعد مضي عشر سنوات ، أي ورئيسي في الخامسة عشرة من عمره دخل الحوزة الدينية وبدأ يتشرب مبادئ المذهب وفي العشرين من عمره عين لأول مرة مدعيا عاما لاحدى المدن الرئيسة : " كرج " إلى الغرب من طهران ، وظل يحتل مواقع أعلى إلى أن وصل لمرتبة نائب مدعي عام طهران ، ومن هناك بدأ نجمه يلمع بطريقة لافتة وسرعان ما وصل لموقع مدعي عام العاصمة في العام 1990 قبل أن يتم ترقيته وتعيينه في ما بعد مفتشا عاما للقضاء في عموم ايران ..
وإذا عرف السبب بطل العجب ، فلو عدنا إلى الوراء قليلا ، فإنه وفي العام 1988 تم تعيينه عضوا في ما سمي آنذاك " لجنة الموت " وهي اللجنة التي أصدرت احكاما بالاعدام على الآلاف من الايرانيين ، ومن أجل تلك الجرائم أصدرت منظمة العفو الدولية السبت بيانا استهجنت فيه كيف يكون شخص مثل رئيسي متهم بقتل الآلاف رئيسا للبلاد ، ولم تقتصر التهم الموجهة له بعضويته ودوره في لجنة الموت بل بما وقع في انتفاضة 1919 حيث كان له دور رئيس في قمع الاحتجاجات، ولنفس السبب وغيره فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه أيضا .
ولكونه مخلصا ومتشددا وفق القياس المطلوب ، عين في وقت لاحق عضوا في ما يسمى مجلس خبراء القيادة واحتل إلى ما قبل الأنتخابات موقع النائب الأول لرئيس هذا المجلس الذي تناط به مهمة تعيين المرشد نفسه أو الولي الفقيه ، بل إن مراقبين يعتقدون بأن رئيسي مرشح بقوة ليكون وليا فقيها على بعد خامنئي .
هذا هو رئيسي المفروضة عليه عقوبات مختلفة والوارد اسمه في تقارير "جرائم ضد الانسانية " .. وهو الذي بعد فوزه بانتخابات شارك فيها 10 % " فقط وفق المعارضة - ستضطر الولايات المتحدة لشطب عقوباتها ليس عليه فقط ، بل على كل شخص يختاره هذا الرجل الدموي الذي يعتقد بأنه سيكون اشد بأسا وأكثر تطرفا من المرشد الحالي ، سواء في رئاسة الجمهورية ، أو غدا كمرشد جديد إن تم التوافق عليه .
من جديد : ستضطر الولايات المتحدة لشطب عقوباتها على الرئيس الجديد آجلا أو عاجلا ، فنحن نعيش زمن بايدن ، نائب اوباما الذي قلنا وكررنا وسنعيد ونكرر ولن نمل من التكرار ، انه هو الذي دفع " الخاوة " للإيرانيين بمئات المليارات " كاش " نظير اطلاق امريكيين من سجون الملالي ، والسؤال : اين ستسير المنطقة بعد فوز رئيسي ؟
الجواب : لا أحد يعلم حتى الآن ، والانتظار سيد الموقف .

المصدر : جي بي سي نيوز