نم قرير العين يا نزار
نحن الفلسطينيين لسنا شعب الله المختار ولكننا شعب الله المكلوم شعب الله المذبوح شعب الله المجروح .
نحن من حملنا هما أكبر من همنا ، نحن من طُردنا وشُردنا وقُتلنا وأسُرنا وما زلنا كطائر العنقاء نولد من رحم الموت ونعلم الناس كيف تكون الحياة .
كيف لا وقد قال محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..
أنا تغربت وكلي عزة بفلسطينيتي ولكن بعد ما حدث أين سأشيح بوجهي عن العيون .
كيف سأقول لهم أنني من البلاد التي قتلت نزار .
نم قرير العين يا نهزار فأنت دفعت حياتك ثمنا للكلمة وأي كلمة كلمتك .
كنت أسدا مغوارا تزأر بالحق .
كنت مثقفا طموحا لم تكن يوما مساوما أو مهادنا .
كنت عربيا قوميا محبا لكل العرب .
قتل نزار في زنازين التحقيق على يد القوى الظلامية التي تقتل الفكر وتغتال الكلمة .
إن الشعوب التي تطارد أصحاب الفكر وأصحاب الرأي وأصحاب الكلمة ستبقى ترزح تحت مطرقة الجهل وسندان التخلف والرجعية
بل أن معيار التحضر والتمدن يتناسب طرديا مع علو سقف الحرية
لم يكن نزار ينادي إلا بالمساواة والعدالة الاجتماعية والعيش بحرية وكرامة .
حارب الإنقسام وحارب الفساد وحارب الواسطة والمحسوبية .
هذه عادة الفلسطيني حرا أبيا لا سلاح لنا سوى كلمتنا التي لن تموت ولن تتوقف .
نحن أحفاد واخوة وأخوات غسان كنفاني الذي قتل في سبيل كلمته وأحفاد وأخوة وابناء ناجي العلي الذي قتل في سبيل مبدئه وأحفاد جورج حبش الحكيم الذي عاش ومات في سبيل نهجه وفكرته .
في هذا المصاب الأليم يستحضرني قول الحكيم : درب التحرير طويل وعلى قصيري النفس التنحي جانبا .
المجد لك نزار والخزي والعار للقتلة .
نطالب القيادة الفلسطينية بانزال أشد العقوبات الرادعة بحق كل من شارك في تلك الجريمة البشعة .
وسنبقى نصدح بكلمة الحق مهما كان الثمن فالموت في سبيلها موت شريف نحن أهله وطلابه الأوفياء .
كتبت : حنين مريزيق
المرحوم نزار بنات