فتاة الحسكة .. " واذا الموؤودة سئلت "
وإذا الموؤدةُ سئلت بأي ذنب قتلت .
عندما تقتل فتاة بعمر الورود في مدينة الحسكة السورية بهذا المشهد المأساوي الذي سيظل حاضرا في الأذهان فهذا مؤشر واضح على أننا نعيش جاهلية جديدة مقيتة.
فكما انتفضت الشعوب على الأنظمة المستبدة ينبغي أن نخوض حرباً جديدة على مستنقع العادات البالية التي باتت كالطوق الذي يخنق الأعناق والأدمغة
المشكلة ليست في الجريمة المشكلة أننا نعيش في مجتمع يحتضن الجريمة في ظل غياب استنكار مجتمعي ودفاع هش من المنظمات الحقوقية .
الأرقام المرعبة التي تظهرها الإحصاءات تدلل أننا نحتاج فترة ليست بالقصيرة للخروج من دائرة العنف الممنهج ضد النساء في الشرق الأوسط .
يبدو أن العقول العربية عندما وجدت نفسها متأخرة في مختلف المجالات والعلوم لم تجد سوى تعنيف النساء لتعويض عقد النقص التي تعتريها
ماذا يعني أن تقتل فتاة جامعية بسبب تأخر تحصيلها العلمي ؟!!
وها نحن نعيش هذه الأيام مأساة جديدة وقبلها الكثير من الجرائم دون حسيب ولا رقيب .
وغدا نستيقظ على جرائم أفظع
المرأة ليست عورة أحلامها ليست عورة أفكارها ليست عورة
بل الجريمة هي العار وهي العورة
فلقد قتلت باسم الشرف على يد من يدعي الشرف
هنالك نص واضح في القرآن الكريم
إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به .
رب العالمين يغفر ويسامح والعقل العربي لا يغفر ولا يسامح بل يقتل ويتلذذ بالقتل
تناوب على قتلها عدة من الذئاب البشرية دون شفقة ولا رحمة
فتاة بعمر الورود تموت هكذا ميتة دون أن يرق لكم جفن بئس الأهل وبئس المجتمع وبئس العادة وبئس الشرف الذي لا نحصل عليه إلا بعد قتل بناتنا
يؤسفني والله أنني أعيش في بلاد تغتال الحلم بهذه الوحشية .
قتلت فتياتنا وروعت وظلمت وينبغي أن تكون جريمة مقتل فتاة الحسكة نهاية لثقافة القتل والترويع
العنف والقتل سمة المجتمعات المتأخرة .
كنت أظن أن الطريق أمام الفتاة العربية معبد بالورود ولم أعلم أن الفتاة تحتاج عقودا من النضال لكي تقنعكم بأحقيتها في العيش بسلام .
فتاة الحسكة
كتبت : حنين مريزيق