مراجعات عام المئوية
ومع كل ما مر، ويمر، به الاردن من تحديات وصعوبات متراكمة على رأسها جائحة الكورونا، فان الظروف مهيئة في عام المئوية لاجراء مراجعات شاملة واستشراف افاق مستقبل جديد. لا شك ان ظروف العقدين الماضيين والتغيرات الكبيرة التي عشناها قبيل حلول المئوية جعلت من الحالة النفسية للمواطن، والاقتصادية والسياسية للمجتمع ككل، منفتحة على التغيير وموائمة لتعديلات استراتيجية وعملية يمكن القيام بها لتمكيننا من الانطلاق نحو المئوية الثانية بعزم وثبات.
قاد جلالة الملك عملية التغيير باطلاق لجنة تطوير المنظومة السياسية والتي يتوقع ان يكون لها الاثر الكبير في ارساء قواعد متقدمة للعمل السياسي. ومع قرب الاعلان عن نتائج اللجنة المهمة والاسترايجية، فثمة مراجعات اساسية لا بد من اجرائها على مستوى الدولة لتدعيم وتحصين منجزات اللجنة الملكية. انها لحظات وطنية نادرة لصياغة مشروع نهضوي اردني، شامل ومتكامل، نعبر به الى المئوية الثانية.
المستقبل يصنعه العلم والابتكار من اجل تحقيق عدالة اجتماعية ومواطنة حقيقية. نحتاج وبشدة الى علوم مستحدثة والى اسلوب جديد في الادارة الحكومية. علينا اغتنام الفرصة لاعادة هندسة منهجيات ادارتنا. تحتاج قيم وعقلية الادارة الحكومية الاردنية الى نقلة نوعية لتواكب الحاضر وترفد المستقبل. وهنا علينا تصحيح النهج بالابتعاد عن التركيز على تخفيض النفقات كمحور للتطوير لان ذلك اثبت عدم نجاحه. فمنظورنا الجديد يجب ان يرتكز الى منظومة اقتصادية تنموية تطلق العنان لطاقات الشباب.
من المراجعات الضرورية والملحة هي انماط الحياة والاستهلاك، والعادات الاجتماعية، والاعراف الادارية. ومنها ايضا اساليب العمل والتعلم ونظرتنا للوظيفة العامة، ورؤية الرعاية الصحية، وممارسات الصحة العامة. من الواضح ان المستقبل يحتاج الى معارف من نوع اخر وبيئة ابتكارية مستدامة. يلزمنا اعادة تصميم كثير من مناحي الحياة وما يرتبط بها من فلسفات وانظمة ادارية. فرصتنا كبيرة في عام المئوية.
الدستور