اختناقات مرورية
المدينة تزداد حيوية؛ والشوارع تضج بالمركبات المختلفة، وأصبح ملحوظا، أعني الغضب والخروج عن العادات الطيبة، تلك التي كنا نتمتع بمقدار منها قبل كورونا، لكنني أشعر بأن الشوارع فيها نفر قليل غريب جدا، يسوقون سياراتهم بطريقة غريبة، ولم يكونوا يتواجدون على الطرقات بهذه الغزارة، تجدهم مثلا على احد الدواوير، وتشعر بانهم لم يسمعوا بأولويات مرور على الإطلاق، ويبالغون بالحذر، فتصطف خلفهم سيارات كثيرة، يطلقون (الزوامير)، ومعها شتائم، تسمعهم يوجهونها (للحيوان) الذي يمكنه أن يسير بسيارته لكنه يبالغ في الحذر فيقف، لتجد مغاوير من خلفه، يتجاوزون كل شيء، و(يتزروقوا)، فيبلغوا الدوار، ومن خلفهم يسير البقية، بينما (الغبي) ما يزال متسمرا في مكانه، فتعتقد ان سيارته معطلة، لكنه يتحرك بعد ان تتدفق السيارات من جهته دخولا للدوار، دون ان يتقيدوا باولوية..
ما رأيكم بمجريات السير في الطرق التي يتخللها طريق الباص السريع؟!..
اعتدت المرور يوميا من دوار الصحافة على شارع الملكة رانيا، أدخله من جهة ضاحية الرشيد، ثم اسلك الطريق المؤدي لدوار المدينة، وكنت اتوقف بشكل طبيعي وبواقع مرة واحدة على تلك الإشارة التي تسمح للسيارات القادمة من ضاحية الرشيد بالالتفاف على الدوار، وكنت مهما وقفت على تلك الإشارة، فإنني اتخلص منها بعد ان يصبح لون الضوء أخضر، أي أنها لا تنطفىء وانتظرها لتفتح مرة ثانية، هكذا كنا وقت الاختناقات المرورية، التي قررت الدولة أن تحل مشكلتها على هذه الشوارع، بتدشين خط للباص السريع، لكن اليوم أصبحت أقف على تلك الإشارة الضوئية أكثر من ربع ساعة!!..
تخيلوا ان هذا يحدث بعد ان بدأ الباص السريع بالعمل، وهذا دفعني لمعرفة السبب، فنحن ومنذ انطلاق المرحلة الأولى من تشغيل مشروع الباص السريع، بعد ان تكرر الموقف معي بواقع مرتين، توقفت لأكثر من 10 دقائق على الإشارة في كل مرة، فسلكت في اليوم التالي الشارع القادم من الجامعة الأردنية تجاه دوار المدينة، وتعمدت المرور من فوق النفق، اي لم اسلك طريق النفق، بل من الإشارة وفتحت تلك الإشارة وأغلقت مرات ولم اتمكن من عدها، فاستهجنت الحكاية، وبعدها أصبحت اسلك طريق النفق بكل سيئاته المتمثلة بالوقوف داخل النفق المغلق..
يقال بأن الباص السريع يقطع تلك الإشارة مرة كل 5 دقائق، وكلما وصل العريس، يعطوه اولوية المرور، بينما يقف بقية الناس، بانتظار مرور العريس، ثم الانتقال الى التفرع التالي وفتح الطريق لهم، فيأتي باص سريع من مسرب العودة من صويلح، فتجري العملية ثانية، يمنحونه اولوية فيقف الجميع، ثم ينتقلون لفتح الطريق او التفرع التالي.. وتتسمر سيارات المسرب الذي جرى اغلاق اشارته لإعطاء الباص السريع اولوية المرور، بانتظار اكتمال (اللفة) على التفرعات الأخرى وعلى التوالي.. وهكذا يجري يجري الأمر، وهذا سبب تأخير الناس احتراما لباص سريع فيه عدد من الركاب قد لا يبلغ تعدادهم 5 ركاب.. بينما يتم تعطيل حركة مئات السيارات، فتتكدس، وتتشكل اختناقات مرورية جديدة، ما كانت لتحدث، ولم تكن تحدث قبل انطلاق المرحلة الميمونة من الباص السريع..
شو رأيكو نبني كمان جسر للباص السريع، او نفق آخر تحت نفق الصحافة؟!..
إن كان هذا شكل المرور بعد انطلاق مشروع الباص السريع، فإن ني أدعوكم للتخلي نهائيا عن فكرة ركوب أية مركبة على تلك الشوارع..
وسأكتفي بشتم (الكلبة) كورونا، لأنني أشعر بأننا بطلنا نفهم اشي بسببها.
الدستور