البخيت و " البصلة "

تم نشره الإثنين 04 تمّوز / يوليو 2011 02:19 مساءً
البخيت و " البصلة "

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : إذن ، فقد انتصر البخيت على الجميع ، وها هو ينجو من الكازينو ، ومن الإستقالات الفجائية التي اتخذها خصومه ، وعلى رأسهم طاهر العدوان الذين اعتقد بانه سيقفز من مركب غارق لا محالة ، ليتفاجأ بأن المركب تغلب على كافة الأمواج العاتية ( حتى الآن ) ونجا إلى الشاطئ بتأن وتؤدة وترو وانتصار ، بينما وقف غرماؤه في النواب والصالونات والوسط الصحفي يعضون أصابع الغيظ ، كون رئيس الحكومة فرك بعيونهم " بصلة " .
قد تستسخفون المفردة الأخيرة والمثل الدارج ، ولكن ما من عبارة تشفي الغل انجع منها .
فرك البخيت بعيون خصومه بصلة ، وعدل حكومته، مما يعني أنه فاز بثقة ملكية جديدة رغم كل ما قيل فيه وعنه طوال الأسابيع الماضية .
قد لا تهدأ العواصف حول الرجل ، ولكن السماح له بالتعديل رسالة قوية يجب أن يفهمها الخصوم ، خاصة أولئك الذين لا يعجبهم العجب ، ولا الصيام في رجب .
كانت كل الصالونات السياسية مفتوحة طوال الليل ، أيام العطل وايام الدوام ، وكلها ليس لها من سيرة سوى : من الرئيس القادم ، ماذا تقولون بفلان ، وماذا تحكون عن علنتان ، وبدأ رؤساء حكومات يطلون علينا بمحاضرات وندوات إلخ ... وثبت بالمطلق أن الصالونات عمياء وصماء وما تزال تعيش في الحقبة السابقة ..

سبق وقالها الملك عبد الله الثاني ذات يوم " أنا لست أبي " ..
فبالرغم من أن الملك يقدس أباه ويعيش حبه في السر والعلن ، إلا أنه ليس اباه في طريقة الحكم ، فلكل سبيله وأسلوبه ، ولنلاحظ كيف أنه حتى في قانون العفو العام قال : " إن القانون لم يكن ضعفا " ليذكر كل من اعتقد بذلك أو مجرد فكر فيه بأنه كلام بعيد لا صدى له سوى في نفوس مطلقيه .
وعندما جزمت رندا حبيب ذات يوم بأن رئيس الحكومة هو ناصر اللوزي ، وأكدت خبرها بأنه هو لا محالة ، وأنها تؤكد خبرها مرة ومرة ، إذ بالجميع يفاجأ بسمير الرفاعي .
الملك يثق برئيس حكومته ، ولا بد أنه راقب ما قيل فيه عبر البرلمان وعبر الصحف وعبر المسيرات حتى ، ولكنه ، وطالما أنه بـُرئ بطريقة ديمقراطية من قضية الكازينو ، فإنه جدد الثقة فيه ، ومنحه هذا النصر المؤزر والذي يحق للبخيت أن يقول لهم : خذوها ، لا أريدها ، وأروني من سيأتي بعدي ماذا سيفعل بملفاتي التي لم تسمحوا لي بفتحهاجراء شغبكم الذي لا يتوقف ..
وأستغرب : كيف ان الكل يدعو إلى الإحتكام للديمقراطية ، وعندما ينتهي التصويت ، إذ بالعرفيين ينسلون من كل حدب وصوب ، فيغضب الغاضبون ، ويستقيل المستقيلون من النواب " لمجرد تسجيل مواقف " ..
وعندما يقف رجل بقامة محمود الخرابشة القانونية ، ورجل بقامة الدغمي القانونية والعدلية ، ونائب بقامة عبد الله النسورالسياسية والبرلمانية ويتحدثون أنه لا أدلة على الإدانة ، فإن هذا يعني انه لا أدلة على الإدانة ، وعلى كل من يريد ان يركب البحر أن يأتي بزوجين اثنين من الأدلة ، لان الواحد أصبح قابلا للقسمة ، حتى لو رسا على " جودي " اليقين .
والمضحك : أن بعض الذين استقالوا من النواب لا يعنون ذلك أقول " بعض " ولا أعمم ، فهؤلاء الذين ركبوا الموجة أرادوا ان يسجلوا مواقف مع علمهم بان الدورة الإستثنائية لا ينظر فيها إلا بما صدرت به إرادة ملكية ، وإن أي أمر جديد يتطلب إرادة ملكية جديدة والإرادة الملكية تقدم بطلب من رئيس الحكومة ، مما يعني ان استقالاتهم بحاجة إلى دورة عادية لتعرض على المجلس وتفوز بأغلبيته وهو أمر بحاجة إلى أشهر ، هذا إن ظل عمر المجلس غير مقصوف ، وشعره غير منتوف .
حلو السجع .
لقد فاز البخيت بالضربة القاضية على كل خصومه ، ولو شعر الملك بأن الرجل فاسد لما ابقاه لحظة ، ولكن العدل هو أساس الملك ، والملك لا يريد ان يظلم رئيس حكومته الذي قرر بنفسه أن يدرج الكازينو ضمن الدورة الإستثنائية .
وإذا افترضنا أن هذه الضربة لم تكن قاضية ، بل انعكست تصعيدا ضد الرجل ، فلا بد ان خصوم البخيت من صحفيين وكتاب ونواب وسياسيين وغيرهم سيبحثون عن ذرائع أخرى ، ولأن الرجل عسكري فإنه لا يستسلم البتة ، مع أن تغيير البخيت تحصيل حاصل في أي ظرف سياسي يراه صاحب القرار ضروريا للتغيير ..
من تبعات تعديل الحكومة : أنه أنهى ثلثي قصة شاهين التي يتحمل وزرها وزير الداخلية السابق ، ولا أحد سواه .
خرج الحسبان ومجلي والعدوان ، وفاز بهذا الخروج الأول والثاني ، وخسر الأخير ، نعم ، خسر الأخير ، لأنه قفز في لحظة كان المركب فيها بأمس الحاجة إليه :
قفز فتم القفز عنه ..
هكذا هي طبائع الاشياء .

 

الزميلة داليدا العطي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات