الدكتور محمد العكور يرد على محمد نوح القضاة

المدينة نيوز :- عقب الدكتور محمد علي العكور على تصريح الوزير و النائب السابق الدكتور محمد نوح القضاة بعد تشبيهه القوانين في الاردن بانها عادله كقوانين عمر بن الخطاب .

وتاليا ما جاء في مقاله :

لم يبق لنا إلا أن نسمع أن المهاجرين الكرام شكّلوا لجنة تسعير المحروقات من الذين شهدوا معركة بدر ... أو أن مسؤول ملف الطاقة واحدٌ من المبشرين بالجنة ... أو أن الخصخصة تم التوافق عليها في اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة...أو أنه تم تشكيل الهيئات المستقلة في دار الأرقم بن أبي الأرقم ...كل ذلك بعد أن سمعنا الدكتور محمد نوح يرى أن القوانين الأردنية تُشعرك بأن واضعها سيدنا عمر بن الخطّاب لعدالتها الواضحة المطلقة...

يابن شيخنا الشيخ نوح المبجّل... وأيّة عدالة تلك التي ترمي بالملايين في نار الفقر ، ليهنأ الذوات وأبناؤهم ... وأيّة عدالة تلك التي نجدها في قوانين ؛ الجمارك والضريبة والخصخصة والكهرباء والماء والبلديات والتعليم والحريّات والانتخاب والأحزاب وحماية الأسرة والسيداو والجرائم الالكترونية ومكافحة الإرهاب ، وقبل ذلك كله قوانين الهيئات المستقلة التي استحوذ فيها المحظوظون على حساب المسخوطين...
وهل يرضى عمر بن الخطّاب أن يتوارثَ حفنةٌ من الناس مكتسبات بلادنا ، فيدور المنصب والمكسب بين أبناء دولته وكنّاته وأصهاره ، وكذلك معاليه وسعادته وعطوفته ، وغيره من المُتخمين . ويبقى ملايين الشباب على الطرقات متعطّلين حائرين...
وهل يرضى ابن الخطّاب أن يُسجن من يقول الحق ، ويتلذذ في رفاهيته من ينهبُ الأوطان..
ولو سألك ابن الخطّاب عن قانون الاستثمار ، وقائمة المستحوذين على المال وبنوكهم الربوية ، وشركاتهم المتغوّلة علينا ، واختصاصهم بالعطاءات ، ونهبهم خيراتنا بالتنفيعات وهروبهم من أي التزام نحونا ، أو سألك عن الخمّارات ودور اللهو والنوادي الليلية ، فهل ستجيبه بأن هذه قوانين تشبه قوانينك يا أمير المؤمنين...
إذا كان عمر ينشغل بالُهُ بِبَغلةٍ يخشى عليها أن تعثر ، فهل تسمح قوانينه بأن يعثر شعبٌ ولا يجد له منقذا...وهل نحظى نحن اليوم بالعدل كما حظيت به بغلة العراق في قوانين سيدنا عُمر...
وإذا كان عمر بن الخطّاب يضرب ابن الأكرمين ويسطّر قانونه العظيم بقوله : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، فكيف يقبل بأن يضربنا الفاسدون وأبناؤهم ويدوسوا كرامتنا حتى صرنا نتمنى الموت وهم يسوموننا سوء الألم والقهر...
يابن الشيخ نوح المُبجّل رحمه الله... ليتك حدّثتَ عن ظُلمٍ يوجعنا ، قبل أن توجعَنَا بكلامك الخطير...