صور من سوريا
درعا
يبدو أن الطبخة الروسية فيما يتعلق بدرعا البلد أوشكت على النضوج، ذلك أن لجنة التفاوض انشغلت في الفترة الاخيرة في اجتماعات مع المعارضة ، إلى أن تم تكرار العرض المقدم وهو : إما تسليم السلاح وإما الترحيل إلى الشمال ، أما ما دون ذلك فليس سوى استمرار للحصار والقصف العشوائي لأحياء المدينة التي تعاني شحا في الغذاء والدواء ، وهذا يعني أن ما قيل لم يتعد تثبيت الهدنة لساعات إلى أن خرقها النظام السبت بقصف جديد.
هو نفس السيناريو الذي تم تطبيقه في عموم سوريا ، ولكنه في هذا المكان بالذات ، له دلالات مهمة لما تعنيه درعا ، مهد الثورة ، ولما يعنيه الجنوب السوري استراتيجيا .
احراق الجثث
قلنا عن ةدرعا ما سبق ، في وقت نشرت فيه وكالات الأنباء العالمية مجازر حرائق ارتكبها النظام سرا منذ بدء الثورة ، حيث انتشرت صور وفيديوهات إحراق جثث المعارضين من قبل أجهزة الأمن والفروع الأمنية وفق الصورة التالية : يتم تحميل الضحايا الذين سقطوا تحت التعذيب والاعتقال في سيارات" بك اب " ومن ثم يجري القاؤهم في حفر أعدت سلفا ، وختاما يجري إحراقهم ، وبعد تفحمهم يتم طمرهم بالتراب .
مخلوف
وعلى الجانب الآخر ، يظل رامي مخلوف وهو يبشر محبيه من طائفته بأنه بات نبيا مرسلا وبأن لديه معجزة تشبه إلى حد كبير معجزة موسى وبأن البحر سينفلق ويغرق كل أعدائه وأعداء " أنصاره الفقراء " ، وذلك بعد أن انتزع الاسد منه شركة "سيرياتيل " وما تعنيه من كنوز لا تفنى وشاء الله أن تحدث هذه " النبوءة المخلوفية " ليدرك السوري والعربي وكل بني آدم ، كيف أن هؤلاء حكموا ولا زالوا يحكمون شعبا عربيا مثقفا عريقا كريما .
قتل وسحل
في الشمال ، لا زال القصف مستمرا إلى حين كتابة هذه السطور : إذ يقوم الروس والنظام بخرق الهدن وافتعال الأزمات ليتسنى لهم المضي قدما في إحراج الضامن التركي الذي بدا ضعيفا عاجزا بلا حول ولا قوة ، يضاف اليه ما يجري للسوريين في تركيا من تحريض وقتل ، وليكتمل المشهد بأحراق شققهم وسحلهم بالسيارات على خلفيات جرمية وعنصرية .
بحيرة البط
وفي العاصمة ، ينشر النظام فيديو لضباط وأعضاء في حزب البعث وهم يفتتحون " بحرة " .. نافورة وبركة صغيرة " في منطقة القطيفة وهي احد احياء دمشق ويحرصون أمام الكاميرا على توزيع الابتسامات بينما تسبح بطتان في البركة كناية عن السلام والنعيم المقيم ، في أوقح وأفجر تصوير يناقض حقيقة المدن المدمرة والبلدات المحترقة والمساجد المهدمة والقبور المنبوشة .
....
لو تناولنا صورا أخرى لما يجري لسوريا وشعبها المكلوم ، فإن كل المساحات ستضيق ، ولكن نكتفي بهذه الصور تعبيرا عن واقع الحال لشعب عربي أصيل لا زال يذبح أمام العالم المتآمر من الوريد إلى الوريد .
جي بي سي نيوز