عصر القمع الديمقراطي
اشد ما نعاني منه في هذه الايام هو حراك " السوفسطائيون " وهو لقب اطلقه اليونانيون على الاشخاص الذي يملكون موهبة فائقة للتلاعب بالالفاظ بحيث يقلبون الابيض الى اسود وبالعكس في وقت واحد .
ما ذكرني بهذه الفئة مجموعة الاشخاص الذين ركبوا موجة الحراك الاصلاحي حيث بتنا نرى لهم في كل يوم رأي وموقف ، لا يعجبهم العجب وحتى الصيام في رجب ، همّهم الأول والأخير لفت الانظار والاستعراض حتى وإن كان ذلك على أوتار مصالح الوطن العليا .
للديمقراطية حدود وتجاوزها انفلات ووقاحة ... لم يمضي على تعديل حكومة الدكتور معروف البخيت سوى ساعات حتى انبرت مجموعة " السوفسطائيون " لتوجيه الانتقادات دون مبرر وكأني بهم يصطفون انفسهم على بقية الخلق .
باسم الديمقراطية اعطى " السوفسطائيون " أنفسهم الحق بالتجاوز على ثوابت الوطن والحق بتوجيه الاتهامات الى الآخرين وتصنيفهم تحت مسميات أخجل من ذكرها والذين لو دققنا قليلا في سيرتهم ومسيرتهم لوجدنا في صحفهم الكثير الكثير مما يندى له الجبين .
بعد أقل من ساعة على اجراء التعديل الوزاري نقلت بعض وسائل الاعلام تصريحا لنائب في البرلمان والتي اعربت عن خشيتها " ان لا يكون وزير الداخلية الجديد مازن الساكت على قدر مسؤولية تحمل مهام هذه الحقيبة " بل تجاوزت في نقدها بوصفه بالمنظر وانتقدت تعين احد ابرز القادة العسكريين " اللواء الطبيب عبد اللطيف وريكات " وزيرا للصحة والذي اعتبرته اجحافا بحق الوزارة ليتم تعين وزير لها من خارج رحمها .
كذلك نقلت وسائل الاعلام عن أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي ان " التعديل جاء معاكسا لمطالب الشعب الاردني " ونقلت عن باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردني ان " التعديل غير مجد، فالحكومة باتت تشكل عبئاً على النظام السياسي برمته " فيما اصدر حزب حشد بيانا انتقد فيه التعديل مطالبا بحكومة انقاذ وطني .
انه زمن الرويبضة ، فهذا الصنف من الناس جاء وصفهم قبل أكثر من ألف واربعمئة على لسان من لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن ترى من يتصدر الناس ليوجه التهم ويصدر الاحكام جزافا ويتحدث في أمورهم وهو الأبعد عن الحقيقة ... لا يعي ولا يفهم ما ينطق وما يقول ... انه عصر القمع الديمقراطي !!!
