ذكرى احراق الأقصى .. ماذا تغير ؟

تم نشره الأحد 22nd آب / أغسطس 2021 12:51 صباحاً
ذكرى احراق الأقصى ..  ماذا تغير ؟
د. فطين البداد

مرت أمس السبت ، الذكرى الثانية والخمسون لإحراق المسجد الأقصى المبارك الذي وقع في الحادي والعشرين من آب من عام 1967 ، حينما قام صهيوني حاقد وتحت تخطيط حكومي خبيث بإشعال النيران في قبلة المسلمين الأولى ، إذ التهمت ألسنة اللهب كامل المسجد من الداخل ومحتوياته النفيسة بما فيها منبر صلاح الدين الذي جلبه معه من حلب عقب تحرير القدس من الصليبيين في العام 1187 .
ولكي لا نمر على مجريات الذكرى كسرد تاريخي فإن كثيرين يطرحون أسئلة لا زالت بلا أجوبة رغم مرور العقو د الخمسة الدامية من تاريخ فلسطين وشعبها وقضيتها وأقصاها .
ما الذي تغير منذ ذلك اليوم المشؤوم حتى الآن ؟؟ .
عقدت قمة في الرباط في الخامس والعشرين من سبتمبر 1969 وقررت انشاء ما يعرف بمنظمة المؤتمر الاسلامي بعضوية أولية قدرها 30 دولة عربية واسلامية ، بعد ذلك باعوام وتحديدا في العام 1976 تم إنشاء صندوق يدعى " صندوق القدس " الذي لا يعرف كيف خدم قضيتها ، إذ لا زال الأقصى تحت الأحتلال والاراضي والمنازل والأحياء المقدسية يتم مصادرتها ، بل إن الأمر الآن يبدو أسوأ من ذي قبل ، حيث يتم الحفر المتواصل اسفل المسجد في حين تنتهك قطعان المستوطنين حرماته وساحاته وأقبيته وأبوابه التاريخية المغلقة منها والمفتوحة بشكل شبه يومي ، ولعل الصورة بدت أكثر قتامة إذا استحضرنا قرار اعتبار منظمة التحرير التي لم تحرر شيئا ممثلا شرعيا ووحيدا للفلسطينيين وبإجماع عربي ، وكأن القدس ملك آباء أبوات رجالات السلطة وليست وقفا اسلاميا غير قابل للتفاوض ولا للمساومة ..
ولئن كانت منظمة المؤتمر الاسلامي تشكلت عقب احراق الاقصى ، ولم تفعل شيئا ، فإن ما ارتكبه الممثل الشرعي والوحيد هو أنه أيضا لم يفعل شيئا ، بل وافق على أن تكون القدس والاقصى واللاجئين التي هي جوهر القضية نسيا منسيا في اتفاقات أوسلو التي وقعها وفده " السري " بعيدا عن الأضواء ، بينما كان وفده المفاوض " العلني " يضحك على نفسه ، ليتبين بأن الأمر كان خدعة وتنازلا ، وها هم أبطال اوسلو يمسكون بتلابيب السلطة في الضفة الغربية وينسقون امنيا مع الإحتلال رغم أن الصهايبنة داسوا على الاتفاق بالنعال .
إن الأقصى ليس قضية فلسطينية ولا عربية فحسب ، بل قضية أسلامية عامة مسؤول عنها الصغير والكبير ، ولمن لا يعرفون سوى العهدة العمرية الخالدة فقط في كل ما يتعلق بالقدس فإننا نذكرهم أيضا بأن الفاروق عمر رضي الله عنه ، لم يقبل أن توزع فلسطين فيئا على المسلمين كغنيمة حرب ، بل ادخرها وقفا لكل الأمة ، ومن هنا ، فإن القدس التي نعيش ذكرى أحراق مسجدها هذه الأيام هي وقف اسلامي لكل الأمة ولا يحق لأي كان التنازل عن أي شبر منها أبدا ما دامت السماوات والأرض .
وفي فاجعة كهذه نرغب في التذكير بما قالته جولدا مائير ، رئيسة وزراء الصهاينة حين تم حرق الاقصى ، حيث قالت وهنا نقتبس : " لم تغمض عيني ليلة حرق الاقصى ، كنت متيقنة بأن إسرائيل سوف يتم سحقها ، ولكن ، وبعد أن حل الصباح ايقنت أن العرب كانوا في نوم عميق " ..

جي بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات