مسألة في العمل التطوعي
العمل التطوعي في مجالات الخير المتنوعة عمل نبيل يدل على صدق وإخلاص واحتساب ، والذي يقوم به حري بالأجر والرفعة في الدنيا والآخرة.
ولكن ثمة مسألة تعتور نفراً ممن يعملون في هذا المجال ألا وهي مسألة الانتظام في العمل التطوعي والانضباط في مواعيده والقيام بمسؤولياته على الوجه الذي ينبغي حيث إن بعض العاملين في ذلك الميدان يظن أنه إذا كان يعمل بدون أجر يأخذه مقابل عمله فإن له الخيار في أن يأتي متى وكيف شاء وأنه غير مطالب بما يطالب به من يأخذ على عمله أجراً لذا تجد من هذا شأنه لا يبالي بأوقات الدوام ولا يعنيه أن يقوم بالأعمال التي تسند إليه بل يرى أن ما يأتي به من عمل إنما هو ربح لتلك الجهة التي ينتمي إليها وأنه غير مطالب بكل ما يسند إليه.
ولا ريب أن ذلك الشعور غير صحيح إذ هو مما يقلل إنتاج العمل وجودته ويوقع المسؤولين في حرج فهم يودون أن يسير العمل كما ينبغي.
والذي يجب على من انتظم في سلك العمل التطوعي أن يقوم بالعمل الذي يناط به على الوجه المطلوب أو أن يطلب التخفيف عنه إذا كان لا يستطيع القيام بكل ما أنيط به أو يتنحى جانباً ويدع المجال لغيره إذا لم يكن لديه استعداد للانضباط .
أما أن يوافق على القيام في عملٍ ما ثم يقصر في أدائه بحجة أنه تطوع منه فليس من المروءة في شيء ذلك أن العمل التطوعي له أركان وواجبات وإن كان في أصله مستحباً شأنه شأن غيره من القرب المستحبة .
فعلى من يرغب في القيام بالعمل التطوعي أن يقبل عليه بجد وإخلاص وإلا فلا يحرج نفسه وغيره في تقصيره وإخلاله.
ولكن ثمة مسألة للنقاش وهي نلاحظ أن بعض المؤسسات التي تعني بالعمل الخيري تظهر في لحظات وتختفي في اقل من لحظة لماذا لا يكون هنالك مؤسسات تعمل على مدار السنة وتجول في مختلف المحافظات والمدن لتقوم بالأعمال الخيرية والعطاء لامحدود؟؟؟