الهان عمر ورشيدة طليب والقبة الحديدية
تعرضت اسرائيل بداية الأسبوع المنصرم وللمرة الأولى في تاريخها لصدمة غير متوقعة بعد عرقلة تصويت في مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يتيح لها تلقي مساعدة عسكرية بمليار دولار لتمويل القبة الحديدية .
وإذا كان مجلس النواب تمكن من تخطي هذه العقبة " النقاشية والجدلية " التي قادها ثمانية تقدميين ديمقراطيين في مجلس النواب وعلى رأسهم النائبتان المسلمتان رشيدة طليب ، و ألهان عمر ، وتمت الموافقة على المساعدة المذكورة يوم الخميس بأغلبية 420 مقابل 9 بينهم جمهوري واحد ، إذا كان الأمر كذلك وهو ما تم ، فإنه لا يعني بأن الفشل في التصويت في المرة الأولى لا يعني شيئا الآن ، ولا يعني شيئا في المستقبل ، فقد هزت عرقلة التصويت إسرائيل بكل أركانها ، وهزت حلفاءها في الكونجرس بغرفتيه ، ورأينا ردود فعل مختلفة ودخول الأيباك على الخط وتشغيل الماكنة الصهيونية الصامتة والصاخبة في آن لإقرار المساعدة ، حيث تم تجنيد وتحريك رئيسة المجلس بيليوسي نفسها التي أبدت فرحتها العارمة بعد التصويت معلنة حرصها على أمن اسرائيل الذي هو " جزء من أمن الولايات المتحدة " كما قالت للصحفيين .
وتعد هذه الحادثة دليلا على أن بإمكان الحراك السياسي ومنظمات وتكتلات الضغط الوصول إلى نتائج مرضية في مختلف الملفات العربية ، ولعل هذه المعادلة فهمتها إيران مبكرا حيث بات لها لوبي نافذ في أكثر من مؤسسة امريكية ، ولكننا لم نر للأسف أي لوبي عربي أو أسلامي ذي بال.
باختصار : نائبتان سيدتان تحشدان سبعة زملاء لهما وتقلبان المعادلة في مجلس النواب وتعطلان اقرار المساعدة اسبوعا كاملا ، ، بينما لم تتمكن كل هذه الترليونات العربية " المحجوزة " في بلاد العم سام والغرب عموما من فعل شيء سوى مزيد من الضغط العكسي على العرب ، بل واستخدام كل هذه الأموال لصالح الكيان وضد الأمة .
اعتبروا يا أولي الألباب !.
جي بي سي نيوز