الساعة بمليار دولار
انهيار منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك ماسنجر واتساب انستغرام يوم الاثنين الموافق 4 أكتوبر2021 لمده 7 ساعات كلف شركه فيسبوك 6.4 مليار دولار ، وقد أعلنت الشركة بأن السبب يعود الى اعمال صيانه روتينية مرتبطة بمراكز البيانات وذلك لان مهندسيها اصدروا أمر بإلغاء جميع الاتصالات على شبكاتها بدون قصد ونفت وجود هجوم الكتروني او اختراقات الكترونيه .
هذا الحدث يتزامن مع قيام الكونغرس الامريكي ومجلس الشيوخ بسماع شهادة موظفه سابقة في الشركة تدعى فرانسيس هاوغن كانت تعمل في مواقع حساسة لدى الشركة كما عملت سابقا لدى جوجل ، وقد قامت هذه الموظفة بوصف حالة اللامبالاة لدى الشركة بأسرار المشتركين ، وذكرت بأن الشركة تضع مسألة جني الأرباح المادية فوق كل الاعتبارات وخاصه الامان واسرار الناس وهذا يشكل خطرا على مجموعات كبيره من الناس وخاصه الاطفال بل ان هذا له اضرار على الديمقراطية .
وقد وصف النائب ريتشارد بلومنتال شركة فيسبوك بشركات الدخان والتي اتبعت اساليب دعائية في الخمسينيات والستينيات عند الشباب والمراهقين مما دفعهم الى الادمان على التدخين فأساليب فيسبوك مشابهه في التعامل مع الاطفال بإعطائهم السيجارة الاولى ودفعهم الى الادمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وخاصه فيسبوك والتي تتصرف بطريقه تحرم الشركات الأخرى من فرص التنافس مما ادى الى احتكارها للسوق العالمي حيث بلغ عدد المشاركين لديها 3.5 مليار نسمه وهذا يساوي نصف سكان الكره الأرضية.
ان قيام فيسبوك بالاستحواذ على الانستغرام عام 2012 والواتساب عام 2014 قد كرس عملية الاحتكار حتى على نظام الاتصالات وأصبح بذلك تبادل المعلومات بين هذه المواقع وجوجل سلس وسهل للغاية بل واصبحت اسرار الناس في متناول الجميع.
كما ان فيسبوك تتدخل في امور سياسيه واجتماعيه لا يحق لها ذلك وهناك امثلة متعددة كالتدخل في الانتخابات البرلمانية وتركيز الدعاية لاعضاء تتقبلهم الشركة او حتى الانحياز لجهات محددة فقد قامت الشركة بحذف كل من يشك في ان الصين لها علاقه بانتشار فيروس كورونا ، كما ان الشركة لا تحذف الامور الإباحية ولها دور سلبي في تحفيز المواطنين على اقتحام الكونغرس في الايام الأخيرة لولاية ترامب .
لقد تم استدعاء مارك زوكربيرغ الى الكونغرس الامريكي والبرلمان الاوروبي وتعهد بتغيير سياسه الشركة ولكن هذا يبقى وعود فارغه مما يعزز الجشع المالي المسيطر على سياسه الشركة أي ان هذه التصرفات ستدفع دول العالم الى تفعيل قوانينها للسيطرة على هذه الشركة وربما ستقوم الحكومة الأمريكية بالاستيلاء عليها وتجزئتها الى شركات متعددة وفتح المجال الى المنافسة السوقية الشريفة.
الكثير من الناس بدأوا بتحويل حساباتهم واتصالاتهم الى شركات اخرى مثل تيليغرام او البرنامج السويسري تريما.
الدستور