حادث سير مفجع
تؤخذ الحكمة أحيانا من أفواه مخترعي ومنتجي السيارات.... السيارات تسير بك إلى الأمام عادة، وأنت لا ترجع بسيارتك إلى الخلف إلا من أجل تعديل وضع، ثم الانطلاق...... لاحظوا أن السيارات، جميع السيارات في العالم تحتوي على زجاج أمامي كبير، لا بل هو الأكبر في السيارة، بينما المرآة التي تنظر فيها الى الخلف تكون صغيرة، لا بل هي أصغر زجاجة في السيارة.
ألم أقل لكم أن الحكمة تؤخد من منتجي السيارات أيضا؟؟؟
تقول الحكمة أنه ينبغي أن تنظر الى الأمام ( الى الحاضر والمستقبل ) نظرة شاملة ودقيقه، ولا مجال للخطأ وإلا ستصدم شيئا ما ، أو يصدمك شئ ما. عينك ينبغي أن تكون على الطريق دوما وعلى جانبيها أيضا، وإذا حل الظلام عليك أن تشغّل الأضواء، وإذا كان هناك ضباب عليك أن تحوّل إلى الإضاءة الخاصة بالضباب، واذا أمطرت تشغل المسّاحات وإن أوحلت تشغل الماء والمساحات معا ..وهكذا.
لكنك بحاجة الى النظر في تلك المرآة الصغيرة التى تريك الخلف(الماضي)، خصوصا اذا اردت التجاوز، حتى لا يصدمك أحد القادمين من الخلف، كما أنه من الضروري أن تنظر خلفك وتضبط سرعتك وتعرف متى تستخدم البريكات ومتى تدعس على البنزين.
يعني علينا ان نعرف الماضي حتى نستطيع تجاوزه، وعلينا ان نسرع حتى لا يلحقنا الماضي، وعلينا ألا ندعس بريك مفاجئا حتى لا يخش فينا الماضي (مهما كان تليدا)، ويدمر مسيرتنا نحو الأمام.
أمامنا الكثير من المطبات، من كافة الأنواع والأجحام، وعلى الجانبين الكثير من اللافتات المضللة والقليل من اللافتات الصحيحة، أمامنا الكثير من مفتعلي الحوادث الذين يلقون بأجسادهم أمامك لإعاقة المسيرة وتوريطك وابتزازك.
علينا الانتباه بالحواس الست، حتى لا نفقد البوصلة، ونفقد الوطن بحادث سير مفجع!!
الدستور