الصلاة الصامتة في الاقصى
كما هو دأبه دائما ، يبتدع الاحتلال الصهيوني أساليب وطرقا للسيطرة على الاقصى لا تبدأ بالإغلاقات ولا تنتهي بالاقتحامات .
آخر هذه المحاولات هو ما أجازته محكمة صهيونية لما أطلقت عليه " الصلاة الصامتة " لليهود في الأقصى .
المهم في هذه الصلاة ، أنها صلاة سياسية داخل باحات الاقصى الذي هو مع كامل الجبل وقف اسلامي لا يقبل القسمة على اثنين ، والأهم أن اقرار المحكمة لهذه الصلاة يعني أن التقسيم " الزماني " بات تحصيل حاصل ، في انتظار التقسيم " المكاني " الحاسم وهو ما يذكرنا بما جرى في الحرم الابراهيمي بالخليل ، إذا ما استثنينا من ذلك تقسيما مكانيا وقع بالفعل في حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود " حائط المبكى " .
وإذا تتبعنا تداعيات الأمر وما قيل فيه ، فإننا نجد بأن ما ذهب إليه البعض عن أنه تم الغاء هذه الصلاة ليس سوى ضحك على الذقون ،إذ لا زال قرار المحكمة نافذا .
وفي غمرة كل ذلك، تخرج علينا السلطة لا لتتحدث عن الاقصى والتقسيم والصلاة الصامتة المبتكرة ، بل لتعيد التهديد الأجوف القائل بأن الفلسطينيين لن يتحملوا إلى الأبد استمرار تجاهل إسرائيل للاتفاقيات الموقعة ، وكأنه بقي هناك اتفاقيات موقعة وحكي فاضي .
ليس بوسع المرء الحديث أكثر من ذلك لأنه سيكون " حشوا " لا طائل منه ، إذ المهم أن ننبه ونؤكد بأن الصلاة الصامتة في باحات الأقصى لم يتغير عليها شيء ، وأن الزعم بأنه تم الغاؤها يكذبه واقع الحال وما يجري على الأرض ولكن أكثر المسلمين لا يسمعون !.
جي بي سي نيوز