يوم القيامة في العام 2015

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لو أمعن من يريدون أن يذهبوا بالبلد إلى المجهول في ما قاله عالم الطاقة البريفسور ممدوح سلامة ، مستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة ، وهو الخبير الذي يعتد به عالميا ويؤخذ برأيه العلمي في محافل الأوبك وغير الأوبيك ، لو امعنوا في ما قاله من خلال حديث أصر أن يكون على موقع المدينة نيوز الذي يشرفني أنني جزء منه ، وهي لفتة نشكره عليها ، فلربما سوف ننأى بالبلد عما يريد بها أعداؤها من شر مستطير ، وشأن خطير .
لقد بين هذا العالم ذو الأصول الأردنية " إربد " أننا مقبلون على انهيار اقتصادي مؤكد إن لم نبادر باستخراج النفط الاردني من الصخر الزيتي الأردني الذي يعتبر أجود أنواع الصخور الزيتية عالميا ، إذ يؤكد هذا العالم بأننا قادرون على ذلك ، وإن الأمر بحاجة إلى قرار وبحاجة إلى سرعة ، لأن الزمن لا يتوقف عندنا ، ولن يتوقف عند غيرنا ..
حذار من ان تقول الحكومة إنها وقعت اتفاقية مع إحدى الشركات ( شركة الكرك الدولية ) وهي الإتفاقية ما غيرها لأن الأمر أكبر من 100 ألف برميل كما قال نفس البريفسور ، وأعوص من أن تتخذه شركة لا نعرف رأسمالها ولا من هو صاحبها ولا كيف سجلت ومتى ولماذا برزت الآن على الساحة ؟؟ .. .
نريد أن تستمع الآذان كلها إلى تحذير هذا الرجل ، وكيف علل تحذيره ، وعلى ماذا اعتمد ، ويؤسفني – كأردنية – أن اسمع تحذيرات بهذا الحجم دون أن يتداعى أحد ، لا نائب ولا غيره ، إلى ورش عمل علمية لإخراج الأمر وتبيانه والذود عن أي قضية تتعلق به في وجه كل مغرض وكل من لا يفهم سوى الهتافات في الشوارع .
ولكي لا يقال عني ما يقال في مثل هذا الموطن ، فإني أذكر – للضرورة – أنني إحدى المعتصمات مع بنات السلفيين ، وكنت إحدى المعتصمات مع ذوي الدقامسة للمطالبة بالإفراج عنه ، وشاركت في أكثر من اعتصام ومسيرة ، وسأشارك بالمناسبة ، ولكن عندما يقف الأردن على عتبة انهيار اقتصادي ، قد يعقبه انهيارات أخرى لا سمح الله ، فإن الواجب الوطني يدعوني إلى أن أقرع الجرس وبقوة أمام كل من يريدون أن يثيروا الشارع لمجرد الإثارة ، فتطل علينا سنة 2015 وإذ بالدينار " شلن " والعشرة دنانير " بريزة " .
لماذا لا نجدول الإصلاح ، لماذا لا نضع خطوطا عريضة أمام المخاطر التي قد ننجر إليها ، أو نجر إليها بفعل فقرنا وقلة حيلتنا ، وفي نفس الوقت نسير في قطار الإصلاح ضمن برامج نجمع عليها كلنا .. .
كيف ستفكر الحكومة وتتخذ القرارات الصائبة في ظل أجواء الشحن والتعبئة والدعوة إلى النفير في مسيرات وغيرها بينما يقف البلد على كف الرحمن في العام المذكور 2015 ؟؟ ..
إذا كان برميل النفط سيصل في العام 2015 إلى 180 دولارا كما يتنبأ عالمنا ، فإنها ستكون رصاصة الرحمة علينا جميعا ، وعندها : لا ينفع الندم من أصيب بالندم ، و سنعض أصابعنا لا غيظا من أحد ، بل غيظا على أنفسنا لأننا فرطنا ببلدنا ومستقبلنا من أجل أن نرضي غرورنا ونقول للعالم إننا شعب حي نتظاهر ونهتف ونرفع يافطات .
نحن شعب حي إن تداركنا العام المذكور ، ونحن شعب حي إن تمكنا من استخراج نفطنا واكتفينا ذاتيا من هذه السلعة التي ستكون هي سعادتنا واستقرارنا ، تماما كما هي دمارنا وانهيارنا لا قدر الله .
أجلوا المسيرات والإعتصامات ، أو : برمجوا احتجاجاتكم واجعلوا لها أوليات ، فالوقت يمضي ، والنفط سيضرب فاتورتنا وموازنتنا ، وعندها لا حبة دواء سنجد أو نأخذ ، ولا رغيف خبز سنأكل .
اتقوا الله في البلد ..
.. أطلب من النواب والأعيان والمسؤولين ومن كل الجهات أن تأخذ ما قاله هذا الرجل على محمل الجد الذي إن صدقت نبوءته ، ولم يسبق لها أن أخطأت ، فإن يوم القيامة الأردنية قادم لا سمح الله ، إلا إن قمنا بما يجب أن نقوم به وفورا ، فكل المعطيات تقول : إننا سنكون من مصدري النفط لا مستورديه ن أو سنكتفي ذاتيا على أقل تقدير ، وحينها سنتسلم كتابنا بيميننا ، وسنمشي على صراط المستقبل بسرعة البرق ، ولن يقع في الجحيم إلا كل من نودي من مكان قريب ممن هو بين ظهرانينا ولكن : في أذنيه وقر .
فكروا بكلام بنت أردنية ، تتنفس الأردن عشقا ممزوجا بخلايا الروح .. إذ لا وطن لنا سواه ، وإن ضاع فسنضيع كلنا وبدون استثناء .

حمى الله الأردن .

الزميلة داليدا العطي