اعتراف
اعتراف الإسلام بالأديان السابقة وتمجيده للكتب والرسالات كسب عظيم لقضية الإيمان.
«قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى? إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى? وَعِيسَى? وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ».
هو دليل التجرد أيضاً، إذ المهم -في نظر الإسلام- أن يؤمن الناس بالله رغم اختلاف الطرق والمسالك.
الإنسان لديه من أسباب الشك ما يكفيه، فإذا اجتمعت كلمة الأديان على الجوهر كانت حماية له من الشكوك.
أما إذا كذب بعضها بعضاً، وناقض بعضها بعضاً، فقد أضافت سبباً جديداً للشكوك.
إذا هجم علي الشيطان وأثار أمامي الأسئلة الصعبة، رددته بمثل هذا المنطق.
هل يمكن أن يكون عقلي أكبر من عقل محمد، وقلبي أصفى من قلبه؟
فإذا لم تكف هذه الحجة قلت «وهل يكون عقلي أكبر من عقل المسيح، وموسى، وإبراهيم، وكل السلسلة المباركة؟».
عقلي أصغر من ذلك ولا شك، وقلبي أكثر كدراً، وليس أمامي إلا أن أصدق ما قالوه مجتمعين.
حين يؤكد الإسلام صدق الديانات السابقة، ويحترم كتبها ورسلها، فهو يؤكد صدقه في المقام الأول.
هو يعطي سبباً أقوى للإيمان بالله، وهذا -عنده- هو المهم.
الدستور