مجزرة المقدادية في ديالي
مرت جريمة الميليشيات الايرانية بقيادة هادي العامري زعيم ميليشيا بدر بحق أهالي القرى السنية في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى العراقية الاسبوع الماضي مرور السحاب ، رغم سقوط العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ في قرية الامام وغيرها على يد هذه الميليشيات الاجرامية ، في محافظة شهدت عبر السنوات الفائتة عمليات تهجير وتغيير ديمغرافي لأهلها الذين يقطنونها منذ مئات السنين .
القصة بدأت عندما قامت هذه الميليشيات بالهجوم على القرى بقذائف الهاون ولعدة ايام قبل أن تجتاحها بسيارات عسكرية رباعية الدفع لتقتل وتحرق وتنهب كل ما تقع يدها عليه وكل من تراه من أطفال او شيوخ أو نساء ، ولتنفذ اعدامات ميدانية وسط عجز تام للسطات العراقية الرسمية التي أخبرت الأهالي في هذه القرى، أنها لا تستطيع حمايتهم وإن عليهم مغادرة المنطقة كما قال أحد الفارين ، وبالفعل استقل الأهالي سيارات الأمن والجيش الرسمي وتم ترحيلهم إلى المدن المجاورة تاركين أرضهم وماشيتهم وأموالهم وبيوتهم عبر ترحيل قسري من يرفضه ستقوم الميليشيات بتصفيته ، لدرجة أن شاهد عيان آخر أخبر إحدى القنوات الخاصة بأن عائلته لا زالت تحت انقاض المنزل منذ ايام وإنه لم يتم اخراجها لدفنها ، وقس عليه جثث الأطفال المشوهة والنساء النازفة التي لا زالت في أماكن قتلها أو ذبحها ، وقد كشف شاهد آخر لاحدى منظمات الحقوق المدنية العراقية التي اجرت معه مقابلة في بعقوبة وهو من المهجرين : أنه تم سرقة الماشية ومصاغ النساء الذهبي وكل ما تقع عليه أيادي هذه الميليشيات التابعة للحشد الشعبي ، يضاف إلى ذلك إحراق المنازل جميعها في القرى المستهدفة واحراق الحقول والسيارات وكل ما يمكن حرقه ، اي أن الاجتياح كان ترويعيا وعدوانيا ودمويا وهمجيا وحاقدا وسط هتافات طائفية يندى لها الجبين...
أما الحكومة العراقية فإنها لم تجد من وسيلة لوقف هذه الميليشيات سوى فرض حظر التجوال منذ الخميس الماضي ، مع أنه لم يبق في المنطقة وفي القرى سكان يتم حظر تجوالهم ، ما يكشف حقيقة عجز السلطات الرسمية أمام سطوة وجبروت هذه الميليشيات التي تأتمر بأوامر العامري، ذلك الشخص الذي فر إلى ايران خلال الحرب العراقية لأيرانية وأعلن ولاءه للخميني آنذاك ، وشارك مع الايرانيين في قتال بلده العراق مدة ثماني سنوات قبل أن يعود إلى بغداد على ظهر دبابة ايرانية بحماية امريكية في العام 2003 .
وإذا ما اقتربنا من المشهد أكثر ، فإن ما يروج له هؤلاء بأن أفعالهم تأتي في سياق الرد على هجمات يقوم بها تنظيم داعش الارهابي في المنطقة ، وآخرها هجومه يوم الثلاثاء 26 اكتوبر الماضي ، فحتى وإن كان الأمر كذلك ، فما هو ذنب الأهالي الذين تم الانتقام منهم ، وهم أنفسهم من ذاق من تنظيم داعش الامرين بشهادة كل الأجهزة الأمنية العراقية التي تؤكد تقاريرها بأن مواطني ديالى عموما تعرضوا لاعتداءات متواصلة من قبل داعش ومقاتليه الذين ينشطون في المنطقة ويهاجمون ميليشيات الحشد الشعبي بين الفينة والأخرى .
ولأن هادي العامري الذي يهدد ويتوعد الحكومة العراقية بما لا يحمد عقباه كما قال بسبب خسارته الأغلبية في الانتخابات الاخيرة ، وكرسائل عن أنه يمكنه تفجير العراق إذا لم يتم تعديل نتائجها ،فإنه بدأ بمجازر جديدة بمناطق السنة أو المناطق المختلطة بكل هذا الاجرام المخطط له مسبقا في دوائر الأمن الايرانية ، وهو نفسه من يتهمه الثوار العراقيون بأنه هو الذي قتلهم في ساحات البصرة والناصرية وغيرهما من المدن التي انتفضت على التبعية الأيرانية وعلى الميليشيات العميلة الموالية لايران .
لقد كانت جريمة المقدادية فظيعة لا يعدل فظاعتها سوى فظاعة النفاق العالمي الذي لم يتحرك ببنت شفة لإدانة هذه الجرائم ومرتكبيها ، إما مداراة لايران ولجرها إلى فيينا ، او لكون الضحايا مواطنين سنة ترغب ايران في ابادتهم في العراق بمباركة هذا النظام العالمي الكذاب والمنافق .
جي بي سي نيوز