حتى نتمكن من بناء المستقبل !!!
ان تحديد اي مشروع مستقبلي للخروج من الركود الاقتصادي والاجتماعي لا يقوم الا بناء على قراءة لواقع لحال ، وتحديد العوامل والاسباب المؤثرة سلباً او ايجاباً لوضع استراتيجية للمستقبل .
ولا احد يعارض القول بأننا عشنا فترة من الركود في جميع المجالات التنموية والاقتصادية والثقافية وغيرها ، وهذا مبني اساساً على جملة من السلبيات والعجز وضعف الارادة والانتاجية لاسباب عديدة .
فمعالجة ذلك هو الاساس للانطلاق نحو بناء المستقبل ، حيث ان اخطر انواع العجز بالاداء هو العجز عن تحديد الداء ، وان نعترف به حتى نعرف الدواء .
اي العجز عن تحديد المشكلة حتى يتم تحديد الهدف وتحديد نقطة البداية حتى لا تضيع كافة الجهود هدراً ونظل في تخبط عشوائي بينما القافلة تسير من حولنا ، وهذا يتطلب تسخير جهود كبيرة لتصويب المسيرة ومعالجتها حتى نضمن الوصول الى الهدف المنشود .
وحتى لا نخطيء الطريق بوجود بعض القيادات السياسية التي ضلت مسارها الصحيح وانغمست في الشهوات التي ادت الى منزلقات كبيرة ، ولقد اصبحت تستعين بالتجربة الغربية وان اختلفت اتجاهاتها بالدين والاخلاق والاقتصاد ، لنستمد كثيراً من السلبيات منها لبناء المستقبل ، ونسينا البحث عن احتياجاتنا الاساسية اقتصادياً وصناعياً وزراعياً وتعليمياً .
وحتى لا يكون مشروعنا النهضوي لقيطاً نشأ في احشاء غربية ، وليتربى بين ايدي مسؤولين منتمين غربياً مبررين سلوكهم ومواقفهم بجملة من الادلة الاصلاحية التي لا تستند على برهان ، فهي ايضاً حلول مستوردة بعيدة عن احتياجات الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي بدأ يتآكل فقراً وبطالة وارهقته الضرائب وارتفاع اسعار الكهرباء والوقود والجمارك ، وغيرها حتى ادى الى هروب كثير من المستثمرين الى الدول المجاورة التي اعطتهم امتيازات مغرية ، ونحن لا زلنا نعيش في عالم افتراضي من الاراء والاصلاحات السياسية والاقتصادية التي لا تغني ولا تسمن من جوع .
فالناقد او المحلل الاقتصادي الذي نشاهده على وسائل الاعلام يدلي بحقائق مرعبة اثقلت فكر المواطنين واحبطتهم بحيث لا احد يستطيع منع الحدث ، وعليه ان يتعامل معه وهو في مضرته وتدافع عن ذلك كله بشتى الوسائل .
فلقد شكلت المعلومات المرعية من خلال هؤلاء الخبراء مجموعة من اللغط وخلقت نمط تفكير سلبي عن مستقبل مظلم ، فغدى المواطن بين مد وجزر .
وبسبب علاقة تلك المعلومات بالظروف المكانية والزمانية الصعبة ، ولا هناك بصيص من الامل يحكمة المنطق والعقل بوجود مسؤولين اصبحت مهمتهم الدفاع عن التهم المسندة اليهم ، وتتحول دفاعاتهم الى لغط لغوي ونظريات لم يعد المواطن يؤمن بها ، فالمواطن لديه كثير من الوسائل يلجأ اليها للتحقق من صحة كل حدث .
فلا بد لنا ان نصوب المسيرة بارادة حقيقية ، حتى نحافظ على الوطن سليماً معافاً ونحافظ على أمنة واستقراره ونعزز الولاء للقيادة الهاشمية والانتماء لهذا الوطن .
الدستور