قائد فيلق القدس في العراق .. قراءة مختصرة
يعتقد كثيرون أن الجولة التي قام بها رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في بغداد ومدينة الصدر الاربعاء لم تكن لتحصل لولا أن الكاظمي قد اطمأن من الأيرانيين بأنه لن يمس بسوء عقب محاولة الأغتيال التي تعرض لها بثلاث طائرات مسيرة فجر الأحد الماضي.
فبعد هذه المحاولة استقبل العراق الرسمي ضيفا ثقيلا يدعى اسماعيل قآني ، وهو قائد فيلق القدس البديل عن سليماني ، وكما يبدو ، فإن الزيارة القآنية جاءت بهدف محدد هو عدم انفراط العراق لحرب شيعية - شيعية وهو ما يضر بمصالح ايران الاستراتيجية ، وليس لحرصها على أمن هذا البلد وشعبه ، بعد أن ادركت ايران أن الصدريين لن يتخلوا عن نتائج الأنتخابات ولن يقبلوا بأقل مما أعلنته الصناديق وإن كانوا يؤكدون بأنهم لن يستأثروا بتشكيل الحكومة بدون مشاركة كافة الأطراف ، ربما بمن فيهم تلك الميليشيات التي تدعمها ايران ، والتي سارع قآني للإجتماع معها ، معلنا بأن على هذه الفصائل التسليم بنتائج الأنتخابات وعدم التصعيد .
في العلاقات الدولية ، يعتبر القادة السياسيون هم الممثلين الرسميين والطبيعيين لدولهم خلال زياراتهم الخارجية أو استقبالاتهم الداخلية ، ولكن في حالة العراق ، وعقب اطلاق صواريخ على منزل رئيس الحكومة بواسطة طائرات ايرانية وعلى يد فصائل عميلة للملالي وفق ما يعتقد كثيرون ، وبدل أن يصل بغداد الرئيس الايراني أو أحد وزرائه على الأقل ، نرى قائدا عسكريا يهيمن فيلقه على الفصائل العراقية الموالية للولي الفقيه وعلى العراق إن شئتم ، ويطوف البلد من اقصاه إلى اقصاه بصفته قائدا لفيلق القدس ، ما يعني بأنه جاء ليضع نقاطا على حروف جميع اللاعبين في الساحة السياسية ، حيث زار رئيس الدولة برهم صالح ، ورئيس البرلمان الحلبوسي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني وقادة أكرادا منافسين لحزب البرازاني ، مطالبا بالتهدئة وبأن لا يتم تحديد الجهة التي اطلقت طائرات الاغتيال قبل استكمال التحقيق وفي نفس الوقت موعزا للفصائل الموالية له بالاعتراف بنتائج الأنتخابات ، وهو ما هدأ من الأجواء وبدأت غيوم الاقتتتال الشيعي - الشيعي تتبدد ولو مؤقتا .
هكذا هو المشهد العراقي باختصار : وهو مشهد يجعل كثيرين يعتقدون أن العراق بات - ولو إلى حين - محافظة ايرانية يحكمها جنرالات ايران ومعمموها المتخلفون !.
جى بي سي نيوز