15 نجمة لمكتبة الأسرة
إذا كان جميلاً أن تفقس بيضة الأحلام مرة واحدة. فلربما من الأجمل أن تراها تدرج وينبت لها الريش، وتطير كعصافير البهجة، سنة إثر سنة، وقد صارت حياة بكل تفاصيلها وألوانها. ولهذا تبهجني كهرباء السرور لرؤية حلم صغير انطلق قبل سنوات حتى وصل اليوم إلى نسخته 15 محلقاً مكتنزا بالخير. أهلاً بمشروع مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع.
الاستمرارية دليل نجاح ساطع. وهذا يجعلني ألا أرمي تفاؤلي بأن تتغير الحال رغم انشغالاتنا الكثيرة ومشاكلنا البينية ويصبح الكتاب مكونا أساسيا في بيوتنا ووجداننا، فحين انطلقت النسخة الأولى من المشروع كتبت في هذه الزاوية، وقلت إن من سيتابعه في كل عام؛ فسيكون في بيته مكتبة عامرة بأصناف وأطياب الكتب. واليوم أهنئ أصدقاء وعائلات كثيرة أعرفهم بات لديهم في هذا اليوم 836 كتاباً، هي حصيلة الخمس عشرة سنة الماضية.
البيوت مريضة بلا كتب. هكذا قال لنا رجل مسن قبل عامين في المركز الثقافي الملكي، ونحن نتجوّل لشراء إصدارات ذلك العام مضيفا أن البيت الذي يكتنز على مكتبة، ولو كانت بحجم بكسة تين، هو بيت يمتلك بذرة التغيير والتطور وصناعة الحياة.
إصدارات هذا العام تأتي متنوعة في موضوعاتها من التاريخ إلى الأدب إلى التراث إلى العلوم، وهي تركيز على الكاتب الأردني. مع العلم أن سعر الكتاب الواحد يترواح بين الخمسة وعشرين والخمسة الثلاثين قرشاً لا غير. ومن المبهج أن أكثر من عشرة عناوين تخصُّ الطفل.
فإذا كان ما يواجهنا كمواطنين، هو صعوبة وصول الكتاب، فها هو يأتي إلينا في كل محافظة. وإذا المشكلة المادية جداراً عازلاً يحجبنا، فهي ستتلاشى نوعا ما ضمن هذا المشروع الريادي، ولهذا ستكون الكرة في مرمنا هذه المرة، فلا أجمل أن تزور الأسر بكل أفرادها هذه المعارض، التي تفتح أبوابها حتى نهاية الأسبوع في كل محافظاتنا. تهنئة خالصة لوزارة الثقافة بانطلاق مهرجان مكتبة الأسرة، وتحية محبة لكل الزملاء الكتاب والمثقفين، الذين أرسوا ووضعوا وبلوروا هذا المشروع الكبير، وتحية لكل أسرة تستغل الفرصة وتشكل مكتبة صغير في بيتها. فهي روح البيت وعقله.
الكتاب بوابة الروح، يجيء على مقاس اليدين، ليكون وجها ثانيا لنا، ويدا ثالثة، أو يغدو سماء المتعة والتحليق.
الدستور