تذاكر الأحلام .. رواية رومانسية بمذاق فلسفي
المدينة نيوز :- بعد إصدار أربع روايات تاريخية، يتمرد الكاتب والروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد، على التاريخ ليضع روايته الرومانسية التخيلية "تذاكر الأحلام" بمذاق فلسفي بعيدًا عن الأطر التاريخيّة.
قبل مغادرة عام 2021 بأيام احتفلت دار كنوز المعرفة العلمية الأردنية التي تتخذ من مدينة (عَمّان) مقرًا لها، بصدور كتاب ثقافي للمؤلف آل زايد يحمل اسم "أكواب القراءة .. نحو قراءة ألف كتاب"، وجاء برفقته رواية أدبية رومانسية شائقة للمؤلف، تحمل اسم: "تذاكر الأحلام"، حيث ترتكز الرواية على أربعة أضلاع: (الدين، والفلسفة، والرومانسية، والسياحة)، تتحدث الرواية عن التقارب الديني بين المسيحيّة والإسلام بروح منفتحة، كما تروي صراع الأجيال المتمردة الراغبة في نبذ الخلافات وراءً للوصول إلى تحقيق الأمنيات التقاربية.
الرواية تبدأ بسرد حكاية (دجوار) وهو بائع كتب مغرم بقراءة الكتب الفلسفية حيث يَعْلق الأخير في فتنة فتاة لعوب تُسقط بيادقه وترغمُ أحجاره في الإنزلاق للصندوق، صندوق فتنتها المتضلعة، فتقلب الطاولة على رأسه، فلا يرى نفسه إلا منقادًا لها ولسحرها دون شعور، تتشعب الأحداث، حتى تكمل الرواية مسيرتها السردية مع ابنه الشاب (بشار) الذي يرث عن أبيه امتلاك المكتبة فيصطدم بذات المنزلق الذي تستهدفه الرواية، إلا أنّ لكل بطل دوره وحكايته، حيث تتوالى الأحداث برشاقة وعفوية دون أن يشعر القارئ أنه بلغ الصفحة الأخيرة .
العديد من الأحداث والمشاهد تقع في هذه المكتبة الملغزة والمعمورة بأطنان الكتب الفلسفية التي يحلو لعشاق الفلسفة التهامها، وفي جحر الفلسفة تحشر الرومانسية أنفها، لتتصارع الفلسفة معها وفق غاية خطيرة تلعبها الرواية لمناقشة موضوع لا تقبله الأعراف والتقاليد، تدور عدة نقاشات دينية شائكة بين الإسلام والمسيحية، يتداولها أبطال الرواية.
عدة حكايات رومانسية تعرضها الرواية؛ تقع بين دجوار من جهة وبين خولة وماتيلدا وشقيقتها ماريا، من جهة أخرى، حيث ينتهي المطاف بزواج دجوار من إحداهن لتنجب له ابنه الوحيد بشار، الذي ينهل من ذات المنهل الذي نهله والده من قبله، حيث تبدأ حكاية البطل بشار بعثوره على مفتاح، بعد رؤيا يراها لأحد أقاربه الأموات، يحثه الأخير على فتح باب مجهول مطلسم لا يعلم عنه أي شيء، يفتش بشار بين المفاتيح حتى يَخْلص لمفتاح يقع في نفسه مكانًا خاصًا، فيقوده هذا المفتاح إلى باب يقرر فتحه بعد تراكم الغبار عليه.
أجواء الرواية تقع في كلًا من (مصر ) و(الأردن) التي يستهدفها البطل في رحلة ماتعة، على غلاف الرواية صورة كتاب أحمر وهو رمز لما أتخمت به الرواية من أسماء العديد من الكتب الفلسفية التي تروق لعشاق الفلسفة.
في نهاية المطاف هل يخفي الكاتب أعمال أخرى ينوي إبرازها للنور؟، لا سيما أنه يتطلع للإسهام الفعلي للترويج للثقافة والأدب ليحقق النبوءة المنعوت بها من قبل أحد أصدقائه الكتّاب: "أنت مشروع ثقافيّ كبير، اسمك يتردّد في فضاء الأدب العربي، ويُنقّش في سجل عمالقة الروائيين العرب".
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
نبذة عن المؤلف:
عبدالعزيز حسن آل زايد، كاتب وروائي سعودي، من مواليد مدينة الدمام في عام 1979م، حاصل على (جائزة الإبداع) في يوليو 2020م، من مؤسسة ناجي نعمان العالميّة في بيروت في دورتها الـ18، بروايته (الأمل الأبيض)، آل زايد يحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل، والدبلوم العالي من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. روائي مهتم بالسّرديات التاريخيّة التخيليّة، ومؤلف شغوف بالكتابة، وهو يمارس مهنة التعليم في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، له الكثير من الكتابات على الصحف والمجلات الإلكترونية ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المتنوعة.
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
اقتباسات من الرواية:-
"الفلاسفة هنا بيوتهم، وهنا مهبط وحيهم، وهنا مرفأهُم وَمَرْسَاهُم، العديد من الكتب تستند على أَرْفُفٍ متجاورة تقول للعيون: "تَمَلّي مني فلديّ الكثير لأمنحه، واقتربي مني فعندي ما لا يُتَوقع"، ظَلّ ساهمًا يبحر في السطور، فلا يرفع عيونه عن الكتاب إلا لحاجة سائل، أحيانًا يفيق على جلبة حركة الباب التّي تشي بدخول زائر جديد، يُقْرَع الجرس مؤذنًا بقدوم زبون، فيرفع رأسه ليرى أنّ القادم لم يكن زائرًا كما توقع، إنّمَا الإيقاع يعزف لمقدم زائرة، لم تكن هذه الزّائرة كبقية الزّائرين، فقدومها كان له وقع شديد على قلبه".
**
أصبحت خدودها كشقائق النّعمان فانزوت تجمع الأصداف والقواقع في حياء شفيف، بوثبة مدهشة قفز في البحر، وأخذ يجدف بمهارة استعراضيّة فائقة شَدّها إليه؛ وكأنّه دلفين يعشق إبهار الجماهير، ظَلّ يتفنن دون أن يسقط في القاع، لم يرق له خجلها وابتعادها عن البحر، رفع أطرافه الأربعة في الهواء بحركة صبيانيّة دفعة واحدة، وهو يقول لها متحديًا: "أصنعي هكذا إن استطعت!!"، رشقها بوابل المطر ليُحَفّزها فلم تَتَحَفّز، غاظه أنّ يرى جميع الأسر تستمتع بوقتها ما عداها، هنا رغب أن يكسر منها طوق الحياء، وهرع نحوها فحملها بين ذراعيه، وألقى بها في البحر.
**
"تمنيّت أن يكون ختام سفرنا هذا قارورة مسك"، رَدّت عليه لتبدد وهمه: "كان الختام مسكًا يا بشار، لكنني أخاف المطبّات الهوائيّة منذ طفولتي". هنا أَلَمَّ ببشار حزن شديد، حين أدرك أنّ أيام رحلته السّعيدة انتهت … استشعرت ما يخالجه، وقالت: "هل رواية جوته تبعث على الحزن لهذا الحدّ؟، إنني رغم الصّعوبات أستشعر الأمل".
صور :