بُركان يُهدد بِمَسِح أمريكا
في سهرة مع مجموعة من أصدقائي, في إحدى المقاهي الشعبية في عمان, دار بيننا حديث مُطول عن مقالة سابقة لي بعنوان (الحيتان), واثناء الحديث رد أحد أصدقائي على تساؤل من صديق آخر "لو ان الله يخسف بهم الأرض هؤلاء الطغاة " قائلاً: "إن شاء الله قريباً اقرأ عن بركان يلوستون بارك على شبكة الانترنت إلّي أمريكا بتتوقع ينفجر في أي لحظة من عام 2004 ", وبصراحة فقد شدني كثيراً ما قاله صديقي, وكانت هذه المرة الأولى التي اسمع فيها اسم هذا البركان, وعندما عدت إلى البيت ومع ان الوقت كان متأخراً إلا انني لم استطع النوم قبل أن اعرف ما هو هذا البركان, وبالفعل قمت باستخدام محركات البحث على شبكة الانترنت ووجدت هذه الحقائق عن البركان التي أحب أن أشارككم بها لأهميتها وخطورتها.
لنتعرف أولا عما يسمى بالبركان الضخم Super volcano, والفرق بين البركان العادي والبركان الضخم ان للبركان العادي فوهة هي عبارة عن ثقب صغير أو شق تخرج منه الحمم المنصهرة لتبرد بعد خروجها للهواء البارد نسبيا وتتصلب على هيئة جبل أو نتوء, أما البركان الضخم فهو عبارة عن منطقة كبيرة قد تنهار فجأة لتخرج منها الغازات والحمم وترتفع إلى عشرات الكيلومترات في الفضاء, ويصحب ذلك صوت عظيم قد تسمعه الأرض قاطبة, وفى حالة بركان Yellowstone يلوستون فهو يُعد بركاناً ضخماً, ومساحة فوهته تصل إلى 30 كم عرضا و70 كم طولا وعمقها عدة كيلومترات.
لقد تم اكتشاف بركان يلوستون عن طريق التصوير الفضائي بالأشعة ما تحت الحمراء عن طريق الأقمار الاصطناعية في عام 1960 وبدأت دراسته ومراقبته منذ ذلك الحين إلا ان الحكومة الأمريكية عمدت على التكتم على هذا البركان وذلك لعدة أسباب من اهمها خوفها من هجرة المواطنين الأمريكيين وتركهم لبويتهم في حال علموا بأمر البركان وخطورته. وسبب آخر خوفاً من خروج رؤوس الأموال والاستثمارات من أمريكا وبالتالي انهيار أمريكا كدولة عظمى.
لا يوجد الكثير البراكين الضخمة في العالم, فبالقرب من بركان يلوستون يوجد شبيه له في شرق ولاية كاليفورنيا Long Valley , وهناك بركان ضخم آخر موجود في جزيرة سومطرا باندونيسيا, وآخر في نيوزيلندا, ويوجد آخر أصغر حجما في ايطاليا قرب مدينة نابوليس, ويقدر العلماء لبركان يلوستون أن يثور في أي لحظة منذ العام 2004.
ما يحدث في بركان يلوستون إن الحمم المنصهرة الموجودة تحت السطح العلوي تضغط عليه مع استمرار ذوبان الصخور في هذه القشرة, وعندما تسقط قطعة كبيرة في الحجم لدرجة أن تضعف القشرة العلوية فسيحدث الانفجار الكبير, ولن يكون هناك أي تحذير مسبق من هذا الانفجار الذي سيرسل الحمم لمسافة عدة كيلومترات في الهواء مع الغازات الكبريتية والحمضية وفى مساحة قطرها حوالي 1000 كم ( 600 ميل ) وفي هذه المساحة لن يبقى أحد على قيد الحياة إلا من رحم ربي.
يقدر العلماء حجم الحمم التي ستخرج من بركان يلوستون بملايين الأطنان وهذا يكفى لتغطية الولايات المتحدة الأمريكية بطبقة سمكها حوالي 12 سم, وفى هذه المنطقة التي لن تستطيع حتى الطائرات التحليق فوقها والتي سيغطيها الظلام وتحجب عنها الشمس وتدخل في شتاء بركاني قد يستمر عدة سنوات, ولن تنمو الخضروات ولا الفواكه ولا الأشجار في منطقة أوسع من المنطقة التي ذكرناها سابقاً بل إن الأمطار الحمضية قد تصل إلى مناطق أبعد بكثير مما سيهلك كل ما هو حي, ويؤدى إلى تآكل العربات والآليات. وسيصل تأثير هذه الأمطار الحمضية إلى البحار أيضا مما سيؤدى إلى انقراض عدد من المخلوقات, ومن المقدر لهذه الغازات والرماد والأتربة أن تبقى في الغلاف الجوى وتلف الأرض, مما سيؤدى إلى حجب أشعة الشمس وبالتالي ظهور عصر جليدي جديد.
ومن الدلائل على بركان يلوستون سوف ينفجر في أية لحظة:
• في السبعينيات وبعد التدقيق في بيانات بعض نقاط القياس الهندسية التي وضعت في عام 1923 خلال شق الطرق في المنطقة تبين ان الأرض في هذه المنطقة قد ارتفعت بمقدار متر خلال خمسين عاما ، مما يدل على وجود ضغط عليها من أسفل وخلال الفترة من 1996 إلى 2000 ارتفعت بمعدل 10 سم.
• زيادة في حركة العيون المائية الحارة المحيطة بالمنطقة.
• زيادة مضطردة في الهزات الأرضية والزلازل في المنطقة والتي زاد عددها عن 15,000 من العام 1973 حتى الآن.
• بعض من هذه الزلازل وصلت شدتها إلى 7.5 درجة.
• حدثت زيادة في معدل درجة حرارة الأرض بالمنطقة كدليل على وجود تسخين سفلى حيث وصلت عند بعض النقاط إلى 200 درجة فيهرنهايت مما أدى إلى إغلاق هذه المنطقة أمام الجمهور وهذه المنطقة تسمى Norris Back Basin.
• موت الأعشاب والأشجار بالمنطقة بسبب ارتفاع الحرارة.
• زادت الوكالات الأمريكية من عدد الأجهزة لمراقبة الهزات, وهناك مخططات لزيادة أجهزة أخرى .
• تكتم السلطات الأمريكية على خطورة الوضع.
• توقع العديد من العلماء بثوران البركان منذ العام 2004 ومنهم ما قاله البروفسور "بل ماك قواير " المتخصص بأخطار الجيولوجيا في جامعة لندن بأن البركان سيحدث قريباً وقال: "لا يوجد مكان للاختباء من البركان الضخم إنه مثل الشتاء النووي ولكن بدون الإشعاع "
• هناك موقع لكاميرا من ذلك المكان الجميل يتم تحديثه كل 60 ثانية.
عند انفجار هذا البركان سيكون عقابا عادلا للدولة التي طغت وعاثت في الأرض الفساد, فكم من إمبراطوريات ظلمت كثيرا وسخرت مواردها للشر والدمار والظلم سقطت من قبل!؟ وهناك الكثير من القصص في القرآن العظيم تخبرنا عن أمم طغت حتى جاء أجلهم فإذا هم خامدون, فهل الدخان الذي سيخرج من البركان هو هذا الدخان المذكور في القرآن الكريم وهو من علامات يوم القيامة؟ قال تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ{10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ{12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ{14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ{15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ{16}﴾ (الدخان 10-16) وقال تعالى ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ (الإسراء15(.
وفي الختام ندعو العادل الجبار ان يُعجّل بقدوم هذا البركان العظيم, لتختفي دولة الشر أمريكا وبالتالي تختفي ربيبتها دولة الكيان الصهيوني المحتل (إسرائيل).