السجال المجتمعي !!!
لقد طفت على الساحة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والندوات ، الكثير من النقاشات حول كثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والصناعية .
وبقرارات الحكومة التي يرى البعض انها ايجابية تصب في مصلحة ميزانية الدولة ، والبعض الاخر يجد انها تضر في مصلحة المواطن ورجل الاعمال وتهرب الاستثمار ، لتنحرف الاحاديث والاقاويل من شأن اداري قانوني الى احاديث رأي عام واحاديث مجتمعية عميقة ، لتخلق نوع من التشتت الفكري لدى الكثير من المواطنين ، الذي بدأوا يسعون لاعادة اكتشاف ذواتهم في وطنهم ومعرفة هويتهم الطبقية من نحن ومن هم ، الحريصون على مصلحة الوطن اكثر من غيرهم .
وما اسباب ودوافع هذه الاختلافات التي خلقت ازمات متعددة ، وما هي مفاصل التمايزات المجتمعية والمناطقية ، وهل هناك بالفعل خصوصيات لمحافظات دون غيرها في تحقيق التنمية المستدامة ، ام ان العلاقة بين الريف والحضر اصبحت في العدم ، اي ان هناك من يعزز دوافع واسباب الاختلاف مع الآخر .
فلقد شاهدنا كثيراً من المسؤولين يتعرضون الى الاهانات في كثير من المناطق النائية ، لنفقد لغة الاحترام والحوار البناء .
فلماذا اختلفت ديمقراطية الحوار بين المسؤولين وبين المسؤول والمواطن ، وهل هذا يقيس منسوب الوطنية والانتماء وفقاً لترمومتر زمني مرتبط ين الماضي ( المبني على الاحترام المتبادل ) والحاضر المبني على الخلاف والاختلاف .
فهناك من ينقب عن الاختلافات من تحت الركام ، ليثيرها لتصبح تسير على رمال متحركة لعبث بعض الشخصيات ممن يريدون الحصول على مجد وشهرة وشعبوية .
فهناك هموم وازمات في الكثير من المحافظات النائية ، ويجب ان تحل بالعقلانية والتشاركية لا بالخلافات والنزاعات ، وهناك منظومة للقيم الاخلاقية والفكرية والاجتماعية ، يجب ان تعالج القضايا المجتمعية والتنموية بشكل عام ، وهناك حكمة تقول ( ان الشيء الثابت الوحيد في الدنيا هو التغير ) .
فالثقافة الحوارية والفكرية مثلها مثل غيرها ذات طبيعة متطورة ومتغيرة نحو الافضل ، حسب المناخ الزمني والحضاري وغير مرتبطة بجماعات معينة ، فالثقافة الاصلية هي ثقافة الدولة او الثقافة الوطنية الجامعة لكل الوان الطيف المجتمعي .
الدستور