شك
الشك يلازم التفكير وخصوصاً مجال الدين، لذلك دعى بعض الصالحين أن يرزقه الله إيمان العجائز، أو إيمان ناقل الحطب، أو إيمان بلا تأمل أو تفكير.
الشك -إذن- هو بداية الإيمان لا نهايته، كما يقول سيشرون «نحن نشك لنصل للحقيقة».
نوعان من الشك، سلبي وإيجابي، الإيجابي أن يعيشه الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة، والسلبي أن يعيشه الإنسان مستسلماً خاملاً، كما يقول القرآن الكريم «بل هم في شك يلعبون».
في مرحلة الشك أعمل إبراهيم عقله، فراقب النجوم والشمس والقمر، حتى انتهى إلى حقيقة الله الواحد، كما يقول القرآن الكريم في أكثر من موضع « وَجَعَلَهَا كَلِمَةً? بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ? لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ «.
بالمقابل يوجد من تحيط به الشكوك السلبية فلا يفكر، ولا يتأمل، ولا يحاول، وينقضي العمر على هذا الحال كما يقول أمير الشعراء:
والشك يأخذ من ضميرك مأخذا حتى يريك المستقيم محالا!
تحدث برنارد راسل في مقالاته «أفكار في الشك» عن كاهن يبدأ مواعظه بالحديث عن «إرادة الإيمان» فقال «كم أود أن أبدأ مواعظي بـ»إرادة الشك» لأن المطلوب هو الإرادة للوصول إلى الحقيقة».
يصادفني بعض الأصدقاء المفرطين، فأقول لنفسي أنهم لا يزالون في مرحلة الشك، ولا بد أن يعطوا الوقت الكافي للخروج من النفق.
من تجاربي مع الناس، أيقنت أنه ما من أحد يفكر ويتأمل بحرية إلا وانتهى للإيمان.
روما، ابريل 1990
الدستور