الاسلام والمجتمع والحداثة !!!
كثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية وغيرها ، نجد انها بين الحين والآخر تظهر على شاشات التلفزيون او في بث مباشر بخطابات تتناول الشأن السياسي والاقتصادي وغيره .
وهنا علينا ان نوضح ان الخطاب يجب ان يستند على منظومة من الافكار شُكلت بناء على تراكم معرفي في ذلك الشأن ، ونابع من استقراء للواقع بكل ما يحتوي من متغيرات واحداث ، وبالتالي فهو نضج فكري ووعي بمتطلبات المجتمع والشأن المحلي ، ومدى ارتباطاها بالاداء العملي والحركي في عملية تحقيق التنمية والحضور الوجودي .
وكلنا يعلم انه في كل حقبه زمنية يكون هناك نموذج لشخصية اقتصادية او سياسية او اجتماعية ، يفكر وبداخله مجموعة اشخاص ذوي خبرة ومعرفة ودراية ، اي يكونوا بمثابة صندوق يستمد منه الاطار الفكري والذهني بدلالات محكمة مبنية على اسس سليمة ، وهذه المجموعة تكون بالنسبة لذلك الشخص بمثابة نموذج ارشادي مبنية على نموذج ادراكي للواقع ، اي عقل جمعي ولا يختل امام وجهات النظر الاخرى اذا كان عقلاني وصائب ، لانه يعطي فهماً كاملاً لكافة الامور المعنية .
ولقد كان هناك حالة رفض جماعية في البداية لدعوة الانبياء والرسل من قبل عدد كبير من الناس ، وكان غالبيتهم يستندون بذلك الرفض أنهم يتبعون ما اتبعه آباءهم وأجدادهم ، ويرفضون اي فكرة جديدة خارج هذا المنظور وذلك الموروث الذي اعتادوا عليه ، إلا ان صراع الافكار وزيادة الوعي والمنطق وزيادة الاطلاع المعرفي بوجود الوسائل المتعددة لذلك ، استطاعت ان تخرج كثيراً من الناس من الفكر المغلق .
فهناك من لا يزال يغيب في الماضي ويعيش معه ليتبع نفس سلوكياته ، ونحن في عالم متغير منفتح على بعضه بالكثير من وسائل الاتصال والتواصل المجتمعي والعملي ، واتباع نفس الاسلوب الماضي الذي يحتضن الكثير من المعطيات التي لم تعد تصلح في زماننا الحالي في حركة الحياة .
اذاً القضية ليست انفعال ننفعل به بل هي حياة ، ولأن الحياة صورة بكل مفاهيمها التي تفرض نفسها تقدماً او تخلفاً والانتماء ليس حالة طارئة في الانسان ، بل هو حالة ثابتة في وجوده لأنك بما تنتمي تكون .
اي اننا عندما نفكر يجب ان يكون الفكر يساوي الموضوعية والعقلانية ، وحتى لا تكون انتماءاتنا إرثاً وليس فعلاً ، فالانتماء مقرونة بالفعل والسلوك الايجابي ، وعلينا ان لا نصل الى مرحلة الانسداد الفكري الذي يخلق المعضلات والتساؤلات والصراع الجدلي .
فالخطاب اياً كان نوعه يلعب دوراً بارزاً في بنيته ، وفي صناعة الوعي والتوجيه ، وفي صناعة تصورات مدعومة بالسلوك والعمل .
الدستور